كل هذا متوفر فى «أحاسيس»: سرير.. صدور.. سيقان.. عادة سرية.. فانتازيا جنسية.. ولا تسأل عن الفكرة أو القضية أو السينما

الجمعة، 05 فبراير 2010 12:19 ص
كل هذا متوفر فى «أحاسيس»: سرير.. صدور.. سيقان.. عادة سرية.. فانتازيا جنسية.. ولا تسأل عن الفكرة أو القضية أو السينما
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
>> صناع الفيلم أرادوا صنع ضجة مفتعلة من خلال «التريلر» الملىء بالإيحاءات المستفزة للترويج لعملهم المبنى على السذاجة والفجاجة

المخرج هانى جرجس فوزى قال إنه يرفض أن يحمل تصميم أفيش فيلمه السينمائى الجديد «أحاسيس» وجوه الممثلين واكتفى بأن يكون الأفيش عبارة عن «سرير» ليشير إلى الدور الذى يلعبه السرير فى حياتنا، والأزمات النفسية التى تبدأ منه وتنتهى عنده.. إلى هنا والكلام يبدو «لطيفا جداً» ولكن ما الذى فعله المؤلف والمخرج بالفكرة وما الذى قدموه فى فيلم من المفترض أنه يعالج مشاكل نفسية وإنسانية شديدة الخصوصية بين الرجل والمرأة، تتطلب رهافة الحس فى معالجتها وحساسية شديدة فى معالجتها سينمائيا وهى حساسية يبدو بشكل أكيد أنها لم تتوفر عند أحد من صناع الفيلم، والذى لا يخرج عن كونه، «رغى ستات» و«فانتازيا» جنسية خاصة بصناع الفيلم وتصوراتهم عن النساء.

تدور أحداث «أحاسيس» حول علاقة علا غانم «سلمى» التى تعيش مع زوجها إدوارد حياة مستقرة ولديها طفل وطفلة، ولكنها تخونه فى ذهنها أثناء علاقتهما الحميمية مع حبيبها السابق باسم سمرة «إيهاب» وتشعر بالذنب طوال الوقت تجاه زوجها، وأيضاً هناك علاقة مروى «داليا» التى لا تشعر بالإشباع الجنسى مع زوجها الذى لا يهتم سوى بإشباع نفسه فقط لذا فهى لا ترى أن هناك أزمة فى خيانة زوجها، لأنها بنى آدم من لحم ودم وفى نفس الوقت لا ترغب فى أن تفقد بيتها وأسرتها، وأيضاً راندا البحيرى الـ CLASS والتى تعانى من أن زوجها «بيعرف أكتر من اللازم» ويطالبها بأن تقوم بأشياء لا تفعلها سوى فتيات الليل.

ورغم القضية المهمة التى يقدمها الفيلم فإن كل ما فعله صناع «أحاسيس» هو الإساءة إلى المرأة، فالنساء دائما يحتجن إلى الجنس ولا يشغل بالهن شىء آخر سواه، فلا نشاهدهن فى الفيلم إلا وهن يمارسن العادة السرية أو تحت الدش أو أمام المرآة ويتفحصن أجسادهن، ويبدو أن المخرج لم يرغب فى أن يضايق نجماته فإذا مارست علا غانم العادة السرية فى مشهد فلا بد أن تفعلها مروى، وإذا وقفت علا تحت الدش لترفع إحدى قدميها وتتحسس بها ساقها الأخرى لا بد أن تفعل ماريا ومروى الأمر نفسه.

نساء طول الوقت يجلسن بـ«البيبى دول» أو قمصان النوم، وبغض النظر عن هذه الطريقة الساذجة والفجة فى معالجة مشاعر شديدة الحساسية فإن الفيلم - أو ما يطلق عليه فيلما - شديد السوء إخراجا وتمثيلا وصياغة درامية، أما التصوير فحدث ولا حرج فالكاميرا «شريرة» بدون مبرر لقطات سريعة متلاحقة، وإضاءة ما بين الأزرق والأحمر لتنحصر فقط فى أجواء الكباريهات وأغان على شاكلة «السما بتمطر بنات» و«البنت دى طلقة».

والدراما مبنية على الفلاش باك فكل علاقة علا غانم بحبيبها تسترجعها وتتعلق فقط بالعلاقات الحميمية ولا ترتدى إلا المايوه فى كل ذكرياتها وبالصدفة أيضاً كلها على الشاطئ، وتجلس على رجله، وكأنها لا تجمعها أى جلسة عادية بين حبيب وحبيبته، كما أن الخط الدرامى الخاص بسلمى وحبيبها الذى بنى على سذاجة وميلودراما فجة يوضح أنه تركها لأنه يعانى من ورم فى المخ، ولذلك ينغمس فى الملذات والكباريهات مع صديقه أحمد عزمى وتجمعه علاقة بماريا التى تعمل راقصة فى الكباريه وتمثل بشفايفها أكثر من أى شىء آخر.

أما شخصية الطبيبة النفسية التى تجسدها عبير صبرى فجاءت أقرب إلى شخصية الخالة فى الحارة الشعبية منها إلى طبيبة متخصصة فنراها تنصح راندا البحيرى قائلة: «الراجل لو ملقاش اللى هو عايزه فى بيته هيدور عليه فى حتة تانية». وللأسف يبدو أن صناع الفيلم فضلوا أن يصطنعوا ضجة مفتعلة من خلال التريلر الملىء بالسيقان والصدور والرقص والحوار الجرىء والإيحاءات والإيماءات ليستفز أكثر قدر من المشاعر وبعض المحامين من نوعية نبيه الوحش ليصنع ترويجا دعائيا لنفسه وللفيلم، وفى النهاية لم يتم تقديم فيلم حقيقى أو حتى فيلم بورنو، وبالطبع لا وجه للمقارنة بينه وبين أفلام عالمية تناولت البرودة فى العلاقة الزوجية والخيانة منها فيلم Unfaithful بطولة ريتشارد جير.

وبقى أن نشير فقط إلى أن باسم سمرة وأحمد عزمى فنانان موهوبان أهدرا وقتهما وجهدهما فى هذا الفيلم، كما أن إدوارد ممثل خفيف الظل وله حضوره ويجب أن يختار أدواره.

لمعلوماتك...
>> 8 ملايين جنيه ميزانية الفيلم
>> 80 ألف جنيه إيرادات الفيلم فى اليوم الأول






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة