قلنا وداعا.. وافترقنا
كان شىءٌ فى غيوم الأفق
ينذرنا
ورفرفَ فوقنا طيرُ الرحيل..
تعالت الأسوارُ
وامتدت يد المنفى
وأقصتنا عن الأحلامِ
غاباتُ الضبابْ
قلنا وداعا..
والشوارعُ فى الشتاءِ صريعةٌ
وصدى الوعود مهشمٌ
والتف حول سرورنا الفضى
ليلٌ مُتعبُ الخطواتِ
وجهَتهُ الغياب
قلنا وداعا..
حط فوق كلامنا الصمتُ..
تعلق فوقنا قمرٌ رمادى
وأطفأت الغيومُ نجومنا
- والبيتُ؟
- قال مفسرُ الأحلامِ: وهمٌ
لم يكن بيتاً بنافذةٍ وبابْ
قلنا وداعا..
والشجونُ تطوقُ الطرقاتِ
شردنا حنينٌ ضلّ وجهتَهُ..
أضاعتنا مواعيدٌ بلا جدوى
وساقتنا المسافاتُ
لأبوابِ السرابْ
قلنا وداعا..
لم أدع باباً لأطرقه
وفتشتُ الزوايا..
والنوايا.. والصدى
وبحثتُ بين قصائدِ الشعراءِ..
رممت المنى
وسألتُ أقداحاً لعارفةٍ
وسألتُ المنائرَ
والمعابرَ .. والقِبابْ
قلنا وداعا..
صارت الأحزان مأوى
والمنافى موطناً
وهوت ترانيمى غباراً
وحصونُ الأمس أنقاضاً..
وأكوامَ تراب
قلنا وداعا..
صار عمرى ظل ذكرى
جبتُ بلداناً
وبلداناً لأنسى
غير أنى
بعدما بددتُ عمرى..
بعد أن جبت ضفافَ الحزنِ وحدى
قد رجعتُ بلا جوابْ
قلنا وداعا..
والأغانى باكياتٌ
والمسافاتُ خواءٌ شاسع ٌ
والشمسُ جرحُ فى المدى..
كنا فصولاً
فى كتابِ العاشقين
وأغلقَ الزمنُ الكتابْ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة