أكدت سهير المصادفة رئيس تحرير مجلة الجوائز بهيئة الكتاب أن الهيئة تعانى من سوء سياسة توزيع إصداراتها من الكتب والموسوعات والمجلدات فى مصر وخارجها، وأنه لابد من النظر إلى مسألة توزيع الكتب بشكل عادل لأنها جزء كبير ومهم من صناعة الكتاب التى تتولها الدولة وتأخذ على عاتقها مسئولية توفير كتاب "محترم ومفيد وبسعر مناسب للجمهور".
وأكدت المصادفة أن سوء التوزيع هذا هو ما يعطى فرصة لأصحاب السوق السوداء، لكن لا يجب إلقاء اللوم على الهيئة وحدها، فالمسئولية هنا مشتركة ما بين الهيئة من جهة وجهاز حماية المستهلك من جهة أخرى.
وأضافت أنه يجب أن نعترف أن السوق السوداء فى تجارة الكتب ليست شرا محضا، وعلينا أن ننظر إلى الجانب الإيجابى فيها، وفهى برغم مساوئها تتيح وصول النسخ لأعداد ليست قليلة، وتعيد توزيع الكتاب بعد إضافة هامش ربح لها، لكن برغم هذا يجب أن يتصدى لها المسئولين والمعنيين بالأمر.
يذكر أن الهيئة كانت طبعت الأعمال الكاملة لديستوفيسكى ونفدت بعد ساعات قليلة من طرحها فى الدورة الحالية لمعرض الكتاب، نتيجة استيلاء أصحاب المكتبات عليها فور وصولها، وشراء أعداد كبيرة منها "بالكراتين" تمهيدا لإعادة طرحها فى السوق بعد زيادة سعرها، وأصبح هذا السلوك تقليدا متبعا من أصحاب المكتبات، مع طرح الأعمال المتميزة
مثل كتاب المثنوى لجلال الدين الرومى، الذى أصدره المركز القومى للترجمة وأتاحه فى السوق بسعر رمزى 120 جنيها، ووصل إلى 60 جنيها بعد الخصم، واشتراه أصحاب المكتبات وتجار سور الأزبكية ليبيعوه بـ300، وتكرر هذا السلوك أكثر من مرة مع طباعة الأعمال الكاملة لأدونيس والتى أصدرتها هيئة قصور الثقافة، وقصة الحضارة لوول ديورانت التى أصدرها الهيئة وغيرهم الكثير.