وصف الإعلامى سعد هجرس رئيس تحرير جريدة العالم اليوم، الحادث الطائفى الأخير بنجع حمادى بأنه مرحلة جديدة من الفتن الطائفية التى تقوم على القتل لمجرد الهوية، مشيرا إلى أن ذلك الأمر جديد على مصر رغم أنه قد سبقه 160 حادثا طائفيا منذ عام 1972.
كما أشار هجرس إلى أن الحادث قد شهد تصريحات جديدة غير مألوفة على مصر من رئيس الدولة، مستخدما خطابا قريبا من الخطاب الذى حملته كتيبة المثقفين فى مصر، من حيث إنه خطاب تنويرى متقدم، كما أكد على أن الحادث قد أحدث غضبة كبيرة فى مجتمع المثقفين المصريين وتحليل أكثر تقدما للوضع الطائفى المشين يصاحبها غضبة من المجتمع الدولى ذات مؤثرات كبيرة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية "منتدى حوار الثقافات" والذى يستمر على مدار ثلاثة أيام متتالية بعنوان "دور الإعلام فى إدارة الأزمات."
حيث هاجم هجرس العشوائية فى الإعلام معتبرا أن التناول الإعلامى لتلك الأزمة كان جزءا من الحل وجزءا من المشكلة أيضا، بسبب المجاعة المعلوماتية التى يعانى منها الإعلام فى مصر، مستنكرا التصريحات الخاطئة التى خرجت بها الحكومة على لسان مسئول مثل الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب بعد أن أدلى بتصريحات ومعلومات مغلوطة عن الحادث لأحد وكالات الأنباء الدولية.
واستنكر الاستخدام التبريرى للمعلومات فى تسطيح حادث خطير مثل حادث نجع حمادى الذى أرجعه إلى أحداث فردية أو رد فعل لحادث فتاة فرشوط، مشيرا إلى أن التغطية الإعلامية قد افتقرت إلى المهنية الواضحة فى الخلط بين الرأى والخبر.
كما هاجم هجرس بعض القنوات الفضائية الخاصة، إلا أنه أِشاد بدور الصحافة الإلكترونية التى وضعت مصر على خريطة الصحافة العالمية.
وعن موقف الحكومة لتناول الأزمة وصف هجرس استجابة الدولة نحو الأحداث بالاستجابة "البليدة" بسبب تأخر بعض القوانين مثل قانون بناء دور العبادة الموحد الذى من شأنه أن يحد من 90% من الأحداث الطائفية.
وأكد على ضرورة النهوض بالكفاءة المهنية للصحفيين بعد تدنى مستور الصحافة، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى ثورة مهنية فى قضية تدريب الصحفيين والمهنيين.
من جانبه، وخلال الكلمة التى ألقاها القس أندريه زكى - قس أنجيلى رفض فكرة الاستقواء بالخارج، مؤكدا على ضرورة أن يعى القائمون على مهنة الإعلام المسئولية الاجتماعية التى تقع على عاتقهم من خلال ما يقدمونه من تغطية إعلامية للأحداث المشتعلة مثل الأحداث الطائفية، ومطالبا بالتكاتف المجتمعى لنزع ما أسماه باللافتات "الطائفية التى من شأنها أن تحث فرزا طائفيا بين أبناء الوطن الواحد".