الفن الهادف الذى يحافظ على قيم وتدين المجتمع، والمعالج لمشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من الطبيعى أن يجد قبولا حسنا من الجميع، ويقبل عليه أفراد الأسرة دون أى تحفظ، ولكن مع تهافت المنتجين والمخرجين على إيرادات الشباك، وجدنا أن هذه النوعية من الفن قد اختفت، وأصبح المطروح على الساحة الفنية فن الجسد والجنس.
بل وجدنا منتجين ومخرجين تخصصوا فى طرح أعمال فنية هابطة، تساعد على هبوط الذوق العام وتغتال الفن المحترم، وقد تعودنا على ذلك من بعض رموز الهبوط والتدنى الفنى، كإيناس الدغيدى ومن على شاكلتها.
لكن الغريب فى الأمر، أن البعض ممن يدعون الاهتمام بالذوق العام، وتقديم الفن المحترم، لم يختلفوا كثيرا عن النوعية السابقة، ومن هؤلاء المخرج خالد يوسف الذى يؤكد دوما على هويته السياسية المعارضة، وإعلانه الدائم عن حرصه على تقديم فن راق، لكن واقع الفنان الكبير وأعماله يؤكدان عكس ذلك.
فما وجدنا عملا فنيا له إلا وامتلأ بالمشاهد المثيرة للغرائز التى تعج بالجنس الفاضح، ولعل خير دليل على ذلك فيلمه الأخير "كلمنى شكرا" الذى أثار غضب الجميع، بل ودفع البعض لمقاضاته، بسبب المشاهد الجنسية الفاضحة التى احتواها هذا الفيلم.
وذلك فى الوقت الذى نجد فيه المخرج خالد يوسف يبرر هذه المشاهد بأنه يميل للواقعية، ونقل صور حية للمجتمع المصرى، ولا أدرى أى مجتمع يتحدث عنه خالد وأى واقع؟
فالواقع المصرى محافظ، ويرفض الفن اللا أخلاقى، ويعزز التجارب الفنية المحترمة التى تبنى لا تهد، والداعمة لقيم المجتمع، فكفانا نشرا لإثارة الغرائز، التى جعلت البعض من شبابنا كالذئاب البشرية، التى تنهش فى لحوم بناتنا بالشوارع، ولعل من أسوأ ثمار هذه النوعية من الفن الفاسد الهابط ما قام به مجموعة من الشباب بمحاولة اغتصاب فتاة فى أحد ميادين القاهرة، بعد مشاهدتهم لفيلم من نوعية "كلمنى شكرا".
إن الفنان الحقيقى المخلص لفنه ووطنه، لا يكون زارعا للشهوات، محرضا على هتك الذوق العام، قاتلا للقيم والأخلاق، مغتالا للحياء، بل نجده يسعى دوما لرقى الفن، مترفعا به عن لغة الجسد، مطهرا له من الإثارة الجنسية، معالجا به قضايا مجتمعه بصورة حقيقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة