>> أسامة حمدان: القاهرة لم ترفض استقبال قيادات حركة المقاومة والسعودية حاولت تصفية الأجواء بيننا
>> محمود الزهار: حماس انتهت من التحقيق فيما حدث على الحدود وسنرسل النتائج للقاهرة خلال أيام
الغضب المصرى من تصرفات حركة حماس الأخيرة على الحدود وتعطيلها للمصالحة، جعل قيادات الحركة فى دمشق وقطاع غزة تتراجع وتبادر لمغازلة القاهرة، حيث يكشف كل من أسامة حمدان مسؤل العلاقات الدولية فى الحركة، ود. محمود الزهار عضو المكتب السياسى، عن حقيقة الاتصالات السرية بين القاهرة وغزة وبحث نقاط الخلاف وتوضيح وجهات النظر بين الطرفين، فى القضايا الأمنية والجدار الفولاذى ووثيقة المصالحة، وعلاقة الحركة بأطراف إقليمية مثل إيران وسوريا وقطر، والوساطة السعودية بين حركتى فتح وحماس.
«ماحدث كان مؤسفاً وكان لابد أن يعالج بحكمة وبالطريقة التى اعتدناها مع مصر، خاصة أن حماس لم تكن مسئولة عما حدث، وهذا لايعنى الاستهانه بدم أريق فهناك شهيد مصرى وهناك شهيدان فلسطينيان فى الحادثة نفسها» هذا ما بدأ به مسئول العلاقات الدولية بحركة حماس أسامة حمدان حواره مع «اليوم السابع» فى اتصال هاتفى من لبنان، تعليقا على الأزمة التى تمر بها العلاقات بين مصر وحماس، مستنكراً كل التصعيد الذى حدث ضد الحركة دون أدنى مبررات، حتى بدا المشهد كأن العداء للفلسطينيين وليس للإسرائيليين.
حمدان نفى وبشكل قاطع كل ماتردد عن رفض مصر استقبال قادة حماس، لافتاً إلى أن عدم استقبال مصر لحماس لا يسىء للحركة فى شىء، وإنما من يرفض استقبالهم هو الخاسر، موضحاً أن حماس لم تصعد خطابها الإعلامى ضد مصر، وإنما صعدت خطابها ضد جدار فولاذى من الواضح أنه يهدف إلى تكريس الحصار على الشعب الفلسطينى وهو مايناقض توقعات الفلسطينيين من مصر، فالجدار الفولاذى يقتل الفلسطينيين ولايمنع الخطر الإسرائيلى عن مصر، وحماس تتحدث فى هذه القضية من موقع المسئولية أولاً، ومن منطلق «صديقك من صدقك» وماقدمته حماس لمصر هو نصيحة فى موقعها ووقتها ورأى حر بعيداً عن أى محاولة كما يريد البعض للنفاق أو حديث فى إطار لا يحقق مصلحة.
حمدان استنكر الترويج لمخاطر الأنفاق على الحدود المصرية، مؤكدا أن مايتردد عن أنها تهرب لمصر السلاح والمخدرات والإرهاب غير صحيح بالمرة، كاشفا عن وجود تعاون مشترك بين وزارة الداخلية المصرية ووزارة الداخلية فى حكومة حماس المقالة بقطاع غزة حول بعض القضايا فى هذا الشأن، لكنه رفض ذكر أمثلة على هذا التعاون قائلاً: «طلب الأشقاء فى مصر أكثر من مرة سابقة المساعدة فى بعض الأمور وقامت وزارة الداخلية الفلسطينية فى محطات عديدة بتقديم تسهيلات ومعلومات أزالت شكوكاً حول بعض الأمور وحلت بعض القضايا وأظن أن هذا الأمر سيجرى الحديث عنه فى وقت مناسب بالتفصيل إذا ماظن البعض أن بإمكانه الاستمرار فى تشويه صورة حماس».
وطالب حمدان الجانب المصرى بتقديم ما لديه من شكوك حول تهديدات أمنها القومى وليتم بحثها إذا كان هناك أدلة، قائلاً: «إن مصر لديها حدود تمتد آلاف الكيلو مترات ولا أظن أنها كلها سليمة 100 % لتكون 12 كيلومترا بين مصر وغزة هى فقط مصدر كل المشاكل التى تعانى منها مصر، هذه المخاوف تم تضخيمها بشكل كبير ومبالغ فيه».
وكشف حمدان عن دور متميز قامت به السعودية فى إزالة التوترات والذى يأتى ضمن دور تقوم به لإزالة توترات المنطقة كلها، معبراً عن تقدير الحركة للدور الذى تقوم به السعودية فى هذا الإطار.
وأكد حمدان أنه لا يصح أن يكون ملف المصالحة هو سبب الخلاف مع مصر، حيث إنها لعبت دور الوساطة بين حركتى فتح وحماس، وهى أكثر من يدرك تعقيدات المسألة، والوسيط لا ينجح إذا كان منحازاً لطرف على حساب الآخر، ولا يجوز له أن يقاطع طرفا أو يغضب من طرف، وأن تظل علاقته متوازنة حتى ينجح فى مهمته.
وأوضح أن حماس تنازلت عن كثير من القضايا فى سبيل تحقيق المصالحة لكن أيضاً يجب أن يكون واضحاً أن حماس لايمكن أن تتنازل عن ثوابت القضية وحقوق الشعب الفلسطينى، وهذا موقف يجب أن يقدر ويحترم من الآخرين، مطالباً مصر بضرورة مراجعة موقفها واستئناف جهود المصالحة فى أقرب وقت.
وشدد على أن الضمانات التى تطالب بها حماس للتوقيع على الوثيقة هو تغيير النصوص والرجوع إلى ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وأنها مازالت ثابتة على رأيها وموقفها، وأكد أن سبب تمسك حماس بمواقفها ورفضها أى تنازلات حتى لا يتكرر سيناريو اتفاق مكة مرة أخرى، وعلى ضرورة الالتزام بما اتفق عليه لأنه أكبر حماية للاتفاق وقطع للطريق على الذين يظنون أن بإمكانهم الانقلاب على أى تفاهم كما حدث قبل ذلك فى اتفاق مكة.
وهو ما يتفق معه د. محمود الزهار عضو المكتب السياسى لحركة حماس، مشيراً إلى وجود خطوات فى هذا الاتجاه، وهو ما دفعه إلى إعلان استعداد حماس للتوقيع على اتفاق القاهرة، وطالبها بضرورة سرعة استئناف جهود المصالحة الفلسطينية ومواصلة اتصالاتها، مناشدا القاهرة ضرورة قراءة ما جاء فى طلبه بشكل جيد من قبل مصر، حيث إن تصريحاته لا تعد موقفا شخصياً، وإنما مرتبط بالحركة وسياستها وهى ليست بجديدة، حيث إن حماس دوماً ما تسعى إلى إقامة علاقة ممتازة مع القاهرة.
الزهار أوضح فى حواره مع «اليوم السابع» من غزة أن القطيعة مع مصر لا تخدم مصلحة أحد، وأن حماس تريد أن تقوم العلاقات مع القاهرة على أساس تنسيق المواقف، فالمصلحة واحدة والأهداف واحدة، معرباً عن أسفة لما آلت إليه العلاقة بين الطرفين، وحاول تبرئة ساحة الحركة من اتهامها بتنظيم المؤامرات على الحدود مع مصر وتصعيد الاتهامات ضدها بعد شروعها فى بناء الجدار الفولاذى قائلاً: «ماحدث على الحدود حماس ليس لها شأن فيه، فما حدث كان نتيجة حالة غضب جماهيرى خرجت عن السيطرة، ولكنها بعيدة عن المواقف السياسية ولم يكن هناك تخطيط لها ولا نوايا سلبية».
وتبنى الزهار فى حواره لهجة تهدئة، حيث أعلن أن حكومة حماس المقالة فى قطاع غزة انتهت من تحقيقاتها بشأن أحداث الحدود واستشهاد الجندى المصرى متمنيا أن تكون النتائج مرضية خاصة لمصر، لافتاً إلى أن حماس ستقوم بإرسالها إلى الحكومة المصرية خلال أيام بعد أن يتم الاتفاق على وسيلة إرسالها، كاشفا عن اتصال بين الحركة ومصر لمعرفة إذا كان سيتوجه وفد من الحركة لها أم لا.
وأشار الزهار إلى أن من يعتقد أن حماس خطر على الأمن القومى المصرى واهم، قائلاً: «إذا كان هناك حالات ونماذج لتهريب المخدرات أو السلاح أو غيره لدى المسئولين المصريين فليعلنوا عنها ويقدموا أدلتهم، بل على العكس فإن العلاقة بين الطرفين علاقة تعاون وتبادل مصلحة، حتى إنه فى إحدى الجلسات مع المسئولين الأمنيين بالقاهرة قال أحدهم لوفد حماس إن هناك معلومات عن تحركات مريبة على الحدود، وطلب من حكومة حماس متابعة الأمر، وهو ما تجاوبت معه وزارة الداخلية فى حماس على الفور»، مضيفاً أن العلاقات بين مصر وقطاع غزة سواء تحت قيادة حماس أو أى حكومة أخرى يجب أن تظل على نفس المستوى من التعاون.
ونفى الزهار رفض مصر استقبال قيادات حماس، حيث إنه لم يحدث فى أى وقت سابق، لافتاً إلى أن حماس لم تطلب هذا بعد أحداث رفح، ولكن كان هناك طلب فى وقت سابق وردت مصر عليه بأن من يأت مصر يجب أن يأتى للتوقيع على المصالحة فى الوقت الذى أصرت فيه حماس على مناقشة ملاحظاتها، وكان هذا سبب تعثر اللقاء.
وفيما يعتبره البعض تخليا من حماس عن وجهتها من أجل مغازلة مصر، أكد الزهار أن حماس ليست جزءاً من أى محور فى الشرق الأوسط فى إشارة إلى محور الممانعة الذى يضم سوريا وإيران وحزب الله مستنكراً الإصرار الغريب على وضع حماس فى هذا الإطار، قائلاً: «نحن لسنا جزءا من أى محور ولكن البعض يصر على أننا ضمن محور يعمل طول الوقت ضد مصلحة مصر، وهذا أمر وهمى لا صحة له».
وشدد الزهار على أن دمشق لا تفرض على حماس قرارات وأن وجود المكتب السياسى للحركة فى سوريا ليس له علاقة بالخط السياسى، وأن التواجد الجغرافى لا يؤثر على القرار السياسى، قائلاً: «ليس معنى تواجد مكتب حماس السياسى فى دمشق أننا نخضع لإرادتهم أو ننحاز لهم، وإذا كان المكتب موجودا فى قطر أو لبنان أو مصر فكان سيقال إن حماس منحاوزة إلى مواقف تلك الدولة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة