قدم د.محمود شلبى مؤخرا بحثا عن إمكانية تحديد الهوية الجنسية باستخدام مناظير جراحة البطن، والتى تساعد فى تحديد التعريف الجنسى "تحديد النوع" لأى شخص يعانى من هذه المشكلة.
يقول د.شلبى مدرس جراحة المسالك البولية بجامعة أسيوط، إن هناك أسبابا كثيرة تؤدى إلى عدم تحديد الهوية الجنسية نتيجة زواج الأقارب، أو تعرض الأم أثناء الحمل لملوثات كيميائية أو بيئية، كأن يكون سكنها مجاورا لمصانع السماد مثلا أو محطات الكهرباء، وكذلك فإن تناول الأدوية أثناء فترة الحمل يؤدى إلى حدوث عيوب وتشوهات خلقية فى الجنين.
كان د.شلبى قد أكد من خلال بحثه أن بعض الأطفال يولدون بعيوب خلقية فى قناة مجرى البول وأحيانا ما تتم الولادة فى إحدى الوحدات الصحية أو على يد "داية" فلا تستطيع تحديد نوع الجنين وعدم تحديد الهوية منذ الولادة يعرض الشاب أو الفتاة فى مرحلة المراهقة لمشاكل نفسية وصحية عديدة، نظرا لأنه لا يعرف نوع الجنس الذى ينتمى إليه.
وقام ببحثه على إحدى الحالات التى وردت إليه فى المستشفى، ويقول إن إحدى هذه الحالات كانت طالبة مقيمة فى المدينة الجامعية وتبلغ من العمر 19 عاما، وكانت تعانى من مشكلتين، المشكلة الأولى أنها لم تظهر عليها أى علامات الأنوثة عند البلوغ، وكان عندها مشكلة أخرى نفسية فى تحديد الهوية الجنسية، حيث إنها كانت تشعر بأنها رجل وليست أنثى، وجاءت إلى المستشفى للعلاج بسبب هذا الشعور.
وطبعا قمنا بإجراء التحاليل اللازمة الخاصة بالهرمونات والكروزومات، ولكن كل هذه التحاليل ليست كافية للجزم من خلالها بأن هذه الفتاة ليست أنثى، والذى جعلنا نجزم بذلك هو التشخيص الذى قمنا به من خلال منظار البطن، حيث تبين من خلال المنظار أن هذه الفتاة لديها خصيتين معلقتين فى البطن، وكانت كل العلامات الخارجية تدل على أنها ليست أنثى من خلال صوتها وجسمها، وقمنا بالتالى بإجراء عملية إنزال الخصية فى مكانها الطبيعى ثم قمنا بإعادة تكوين الأعضاء الذكورية عن طريق الجراحات الميكروسكوبية.
وأشار فى بحثه إلى أنه نتيجة عدم وجود أعضاء ذكورية كاملة فلا نستطيع تحديد النوع فى مثل هذه الحالات، ونطلق على الطفل فى هذه الحالة "الخنثى المشكل"، بحيث يكون لديه مشكلة عدم تحديد نوع الجنين والطبيب المتخصص فى مجال النساء والتوليد هو القادر على تحديد نوع الجنين أو معرفة الطفل منذ ولادته، وإذا وجد مشكلة من هذا النوع ينصح الأب أو الأم بعدم تسمية الطفل لحين تحديد نوعه، بحيث لا يصاب بمرض نفسى أو صدمة عندما يصل لمرحلة البلوغ مثلما حدث لهذه الفتاة التى اضطرت إلى تغيير البطاقة الشخصية وتغيير اسمها وشهادة الميلاد وقص شعرها.
ويقول إن هذه الحالة من الحالات النادرة ولكن ليست الوحيدة، فعلى مدار 7 سنوات تم اكتشاف ثلاث حالات مشابهة لهذه الحالة، وهناك حالات أخرى تختلف عن هذه الحالة، ولكن تندرج تحت نفس القائمة وهو عدم تحديد الهوية الجنسية، وتوصلت فى بحثى أن منظار البطن هو الوسيلة المثلى لتحديد الهوية الجنسية.