على اختلاف الدورات الماضية أجمع عدد من أصحاب دور النشر العربية أن هذا هو العام الأسوأ فى تاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث سادت حالة من الركود فى الأجنحة العربية والدولية، وشهدت إقبالا ضعيفا على إصداراتهم.
فى البداية قال "شكرى شاهين"، مشرف التسويق بدار "النيل" التى تعرض إصدارات تركية، إن الإقبال هذا العام أقل من الأعوام الماضية، وأرجع السبب فى ذلك لتزامن وقت المعرض مع امتحانات نصف العام للمدارس والجامعات، وأشار شاهين إلى أن الجناح التركى يقدم هذا العام ما يقرب من 15 عنوانا جديدا تتراوح أسعارها جميعا من بين 5 إلى 500 جنيه، وهى متنوعة فى الدين والفلسفة الفكر، ورغم ذلك كان الإقبال عليها جيد إلى حد ما. وأضاف: نحن متفائلون لزيادة حركة المبيعات التى سيشهدها المعرض فى أواخر أيامه بعد انتهاء الامتحانات، وربما يحدد زوار المعرض وقتها ما يرغبون فى شرائه".
واتفق معه "ر. م " مشرف التسويق بدار نشرسورية، قائلا إن معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام من أسوأ المعارض فى الوطن العربى من حيث الإقبال والتنظيم، فالإقبال كان ضعيفا فى سائر الأجنحة ودور النشر وليس فقط العربية منها، على الرغم من أنها تقدم مطبوعاتها بأسعار أقل من المرات السابقة، أما التنظيم فكان غير جيد فى صالات العرض بسبب تلاصق دور النشر لقلة المسافة بينها وكثرة المخلفات حولها مقارنة بالأجنحة الأخرى، كالجناح السعودى على سبيل المثال الذى يأخذ مكانا منفصلا فى نهاية المعرض، وأضاف أن الدار هذا العام تقدم ما يقرب من 850 عنوانا منوعا ما بين التاريخ والسياسة والصحة وعلم النفس، وأن هذه هى المرة الـ18 التى تشارك بها الدار فى معرض الكتاب.
أما "محمد صلاح" مشرف التسويق بالجناح الأردنى فأرجع انخفاض المبيعات منذ أول أيام المعرض لغياب الناشرين الجزائريين الذين كانوا قوة شرائية تتبادل معه الشراء بكميات كبيرة، أما الآن فالإقبال فقط جاء على إصدارات كتاب بعينهم مثل "فاضل صالح السمراء"، و"عيسى إبراهيم العدى"، وأضاف أن الدار هذا العام تنوعت عناوينها ما بين السياسة، والدين، والفكر، والفلسفة، والنحو، واللغات والصوتيات، أما عن التنظيم فقال إنه سيئ للغاية ولا توجد خدمات تناسب القائمين على دور النشر وأسعار الأطعمة والمشروبات جاءت مرتفعة.
واضاف "محمد عبد الله " مشرف التسويق بدار "الهيئة العامة الفكرية" السودانية ان هذه هى المرة الخامسة التى تشارك بها الدار ، وان الاقبال جاء جيدا على اصداراتها المتنوعة ما بين ثقافة وفكر ودوريات صادرة عن مراكز البحوث والدراسات السودانية ، وتتراوح اسعارها جميعا ما بين 10 وحتى 50 جنيها، ولا توجد أى مشاكل واجهت الدار هذا العام سواء أكانت فى التنظيم أو مصادرة لبعض الأعمال.
وأضاف "عامر مصطفى" مشرف التسويق بدار "أوائل" الفلسطينية، أن الدار تشارك هذا العام بما يقرب من 40 عنوانا جديدا منوعا ما بين سياسة واقتصاد وتجارة وفكر، وجاء الإقبال من جانب دور النشر السعودية والخليجية كجامعة الملك فهد لشراء تلك الإصدارات، أما الجمهور العام فكان إقباله ضعيفا، وأشار إلى أن أفضل تنظيم فى المعرض كان من نصيب الجناح السعودى، لأنه يملك البترول، أما مصر فلا تملك سوى "الغاز"، فكان تنظيمها متوسط.
واختلف معهم "عبد الله الوتيد " المتحدث الإعلامى باسم الجناح السعودى قائلا: "إن هناك إقبالا شديدا من جانب المكتبات العربية على الإصدارات السعودية، وأن هذه هى المرة الـ 11 لهم فى المشاركة، وجاءت مشاركتهم قديما كأى دور نشر بصالة العرض أما الآن فأصبح لهم جناح منفصل يشرف على جميع دور النشر السعودية بالمعرض، وهذا بالتعاون مع الملحقية الثقافية بالقاهرة، وأشار "الوتيد" لشروط مشاركة دور النشر السعودية أن تشارك كل عام بما يقرب من 30 عنوانا جديدا، وتكون كل منها متخصصة فى جزئية معينة فى العلوم حتى يحققوا التنوع ويلبوا كافة الاحتياجات".
وعن المشاكل التى تواجه الجناح قال: "نعمل على أن يكون لنا وجهة مشرفة أمام الزائر، وهذا ما حققناه بالفعل فى الجناح، ولكن ما يزعجنا هو منظر "الكراتين" غير اللائق المتراصة أمام الجناح التى تُحمل فيها المكتبات الإصدارات لنقلها لمكان آخر.