كان فرحى عظيما لنا ولمصر بعد الانتصارات المتتالية فى كأس الأمم الأفريقية، والتى تكللت بالمباراة الأخيرة والفوز على غانا، وقد ردت فينا تلك المباريات النخوة الوطنية والاعتزاز بمصر، حتى أننا شعرنا بأن قامتنا امتدت إلى أعالى السماوات بعد استقبال الرئيس محمد حسنى مبارك للفريق الوطنى وتكريم كل المصريين "مسلمين ومسيحيين" لهذا الفريق..
وهنا يأتى السؤال: هل الفريق القومى المصرى هو فريق مسلم أم وطنى بحق؟ فعندما يقول الكابتن الفذ حسن شحاتة إن سر تفوق الفريق ليس فقط بمهاراته بل بتقواه، ويؤكد أن كل لاعب على علاقة جيدة بالله، فأسأل: هل الكابتن حسن شحاتة هو مدرب كرة أم نصّب نفسه شيخا من شيوخ الله الصالحين الذين يعرفون خبايا القلوب ويعرفون من هم أتقياء ومن هم فاسدون ومن له علاقة جيدة بالله ومن ليس على علاقة أو وفاق مع الله؟! ولماذا لا يوجد أكثر من لاعب مسيحى فى المنتخب وأندية الكنائس زاخرة باللاعبين المهرة والذين يستحقون نظرة من الكابتن حسن شحاتة؟!.. كل ما أخشاه أن يشعر المسيحيون بأنهم يهمشون بطريقة مقصودة وسافرة وعلنية، ألا يكفى التهميش فى المجالات الأخرى، وهنا يأتى دور الحكومة الواعى الراشد والتى عليها أن تنتبه لتلك التصرفات التى تسبب بالفعل توترا طائفيا.
لا تضعوا يا أصحاب القرار والتوجيه رؤوسكم فى الرمال.. نعم هذه التصرفات تسبب توترا طائفيا بالغا، لأنها تعصب سافر وعلنى وعينى عينك، هذا ليس جريمة اغتصاب ولد مسيحى مع بنت مسلمة أو غسيل مسيحى "نقّط: على غسيل جيرانه المسلمين، أو معتوه دخل عدة كنائس بسكين ليذبح بعض المصلين، إنما هذا سلوك وتصرف علنى وعلى شاشات التلفزيون من شخصية كبيرة تكاد تكون مقدسة لدى المصريين ومقربة جدا من الرئيس وأبناء الرئيس..
عزيزى الكابتن حسن شحاتة الذى نحبه، يجب أن تعرف جيدا أن التشجيع الذى رافقكم كان من كل المصريين مسيحيين ومسلمين، وكثيرون هم المشجعون الذين ذهبوا لتشجيعكم فى السودان ومنهم مسيحيون حوصروا هناك وضربوا مثلهم مثل إخوانهم المسلمين، ورافقك الكثيرون من المسيحيين بأدعيتهم لك وللفريق المصرى بالفوز، فأرجوك أرجوك أرجوك اخرج من هذه اللعبة، ولا تتسبب فى مزيد من التوتر، بل أنت اليوم مثل لنا جميعا، فكن على مستوى هذه المسئولية، ولا تزد من أوجاع هذا الوطن.
اقتراح أخير، لقد منح سيادة الرئيس مليون جنيه لكل لاعب، وأتوقع أن يكون هذا المبلغ الكبير من الضرائب التى يدفعها الشعب.. لا بأس، ولكن أقترح أن يتبرع كل لاعب بجزء من هذا المبلغ للشعب فى أسوان والعريش، الذى يعيش فى خيم بعد السيول التى دمرت المنازل والتى شيدتها الحكومة فى مسار السيول حتى نشعر جميعا بالمحبة والتضامن فى الكأس وفى الكوارث.
* المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة