بعد ما سادت حالة من الغضب بين زوار معرض الكتاب فى أيامه الأولى بسبب نفاد طبعات العديد من الكتب التى تقدمها هيئة الكتاب فى الساعات الأولى من عرضها، وعلى رأسها كتب مكتبة الأسرة والأعمال الكاملة للكاتب الروسى الراحل "ديستوفيسكى" التى طرحت بعد غياب 30 سنة عن السوق الأدبى المصرى بأسعار زهيدة، حيث بلغ ثمن المجلد الواحد 5 جنيهات ونصف، كان علينا أن نتساءل أين تذهب الكتب المدعمة؟؟، وهل يتم اقتناصها وبيعها فى السوق السوداء بأسعار مرتفعة؟؟ وما سبل حماية حق القارئ فى المعرفة والحصول عليها؟؟
بداية أكد الكاتب خيرى شلبى أن الهيئة لا يمكنها السيطرة على منافذ التوزيع، وهذا ما يجعل تجار السوق السوداء يستولون عليها من تجار التجزئة ويخبئونها بالمخازن الخاصة بهم ثم يبيعونها بأضعاف ثمنها، وهذا أيضا ما يفعله بعض التجار العرب فى الكتب الخاصة بالتراث التى تطرح بمبالغ لا تزيد عن سبعة جنيهات ويقومون بعرضها بسعر أعلى من سعرها الحقيقى.
وأضاف "مكتبة الأسرة تطبع آلاف النسخ من أعمالها وفى النهاية يتم توزيعها بصرف النظر عن طرق استغلالها، والمشكلة أن التوزيع يتم لصالح من يملك المال والمتضرر هنا القارئ البسيط الذى يهمنا أن يقرأ ما نكتب".
وتابع "أن المطلوب من د.صابر عرب، رئيس هيئة الكتاب، أن يبحث فى طريقة توزيع تضمن الوصول للقارئ العادى، ومن سبل حماية القارئ أن يطبعوا نسخا شعبية تغرق السوق وتضرب السوق السوداء، وعليهم التفكير فى طريقة ما تضمن عدم سحب الكتب المدعمة من الأسواق".
واتفق معه الكاتب إبراهيم عبد المجيد قائلا: "إن هناك بعض المكتبات وأصحاب دور نشر خاصة يستغلون أسعار إصدارات هيئة الكتاب ويجمعون منها كميات كبيرة ثم يقومون بعرضها بعد ذلك بأسعار مرتفعة، مشيرا إلى أنه يتوقع أن هذا ما حدث فى طبعات "ديستوفيسكى" وتسبب فى غضب الكثيرين.
وأضاف أن الهيئة فى تلك الحالة لا يلقى عليها أى للوم، لأنها ليس مطلوب منها أن تتحقق من شخصية كل من يأتى لشراء معروضتها، والعيب هنا يلقى على عاتق الشارى، وليس البائع، كما أن تلك الواقعة ليست الفريدة من نوعها.
وأضاف الكاتب محمد خير قائلا إن الهيئة عليها أن توفر جميع إصداراتها وان كلفها ذلك أن تعيد طبعاتها مرة واثنين وعشرة .
وأضاف أن المشكلة الحقيقية التى تواجه إصدارات الهيئة تكمن فى إهمال بيروقراطى (روتينى)، يتسبب فى ضياع عشرات النسخ كسوء التخزين والتوزيع، ولا نستطيع أن نجزم أن نفاذ إصداراتها لبيعها فى السوق السودة.