من حق مصر أن تحتفل حكومة وشعباً بفوز منتخبها الوطنى لكرة القدم المستحق على نظيره الغانى وحصوله للمرة الثالثة على التوالى على كأس أمم أفريقيا 2010 بأنجولا ومن حق الشعب المصرى أن يخرج عن بكرة أبيه عقب انتهاء المباراة إلى شوارع مصر ومدنها وقراها ونجوعها وأزقتها رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً وقد غمرتهم السعادة الشديدة يرقصون فرحاً وطرباً حتى الصباح احتفالاً واحتفاءً بهذا النصر المبين، ومن حق الجاليات المصرية والعربية أن تعبّر عن فرحتها وسعادتها الغامرة بمنتخبها الجسور بمختلف عواصم العالم، بل ومن حق الشعوب العربية أن تفرح بمنتخب مصر وتفخر به بما فيهم الشعب الجزائرى ولاسيما وأن الشعب المصرى مازال متمسكاً بروح العروبة معه ومرتفعاً بمشاعر الحب والإخاء الخالصين فوق كل الآلام النفسية والمعنوية جراء الأحداث الأخيرة بالسودان..
ومن حق بلاتر رئيس الفيفا أن يشيد بالمنتخب المصرى ويضعه فى تصنيف متقدم من بين المنتخبات العالمية ويندب حظ المونديال القادم بجنوب أفريقيا بما وصفه بالخسارة لعدم وجود مصر ضمن الفرق المؤهلة إليه.. ومن حق بعثة المنتخب فى لواندا ومعهم نجلا الرئيس مبارك السيدان الرائعان علاء وجمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطنى أن يرقصوا جميعاً معبرين عن فرحتهم وسعادتهم فى موقف وطنى رائع ينم عن بساطة متناهية ومشاعر حب صادقة بعيداً عن كل المظاهر الرسمية والبروتوكولية..
ومن حق الرئيس مبارك أن يفرح بأبنائه ويفخر بهم أمام العالم فيبادر باستقبالهم حال عودتهم إلى مطار القاهرة ومعه جموع الشعب بمختلف طوائفه تقديراً لجهودهم المخلصة وتمثيلهم المشرف لمصر فى هذا المحفل الرياضى الأفريقى بعد أن اكتملت صورة الانتصار العظيم ليسجل التاريخ قصة كفاح الأبطال الحافلة بالإنجازات والتى بدأت أحداثها فى باتندا فى 10/1/2010 وانتهت فى العاصمة لواندا 31/1/2010 بالحصول على بطولة الكأس الأفريقية 2010 بأنجولا والاحتفاظ بها مدى الحياة تتويجاً لما حققته مصر من انتصارات سالفة وحصولها على البطولة نفسها عامى 2006 – 2008 بقيادة المدير الفنى القدير الكابتن حسن شحاتة لتؤكد مصر من جديد زعامتها لكرة القدم الأفريقية والعربية عن جدارة واستحقاق.. ولقد حققت بطولة أنجولا الأخيرة عدة أهداف أهمها إعادة ثقة الجهاز الفنى لنفسه وللاعبين والنهوض السريع من كبوة أم درمان وتعويض الجماهير المصرية عن حلم المونديال الضائع وإعادة البسمة إلى وجوههم والفرحة إلى قلوبهم، وقد وضح ذلك فى إصرار وحماسة اللاعبين الشديدين خلال مباريات البطولة الستة التى لعبها المنتخب وتغلّب فيها على كل منافسيه لعبا ونتيجة وكان من أهم هذه المباريات على الإطلاق مباراة الدور قبل النهائى بين مصر والجزائر والتى جسدت معانى الوطنية الصادقة للجهاز الفنى واللاعبين فى أجمل صورها وحرصهما الشديد فى عزيمة وإصرار على تقديم كل ما لديهم من فنون وإبداعات خططية وتكتيكية فى هذه المباراة بعينها وهذا ما ساهم فى الفوز على منتخب الجزائر ذلك الفوز الذى كان يمثل للشعب المصرى علامة فارقة فى جميع مناحى الحياة فضلا عن كونه رد اعتبار لأحداث 18 نوفمبر بالخرطوم وقد كان أبطال مصر البواسل عند حسن الظن بهم فقدموا أداءً رائعاً فيه الثقة والإبهار والوعى الخططى للمدير الفنى وتنفيذ اللاعبين له بالحرف الواحد و بكفاءة عاليه واقتدار مما اضطر لاعبى الجزائر للخروج عن تركيزهم وإظهار طبيعتهم الممثلة فى الخشونة والعنف المتعمد بقصد التخويف والإيذاء والتى اضطرت حكم المباراة لإخراج الكروت الصفراء ثم الحمراء تبعا مما تسبب فى طرد ثلاثة من لأعيبهم..
لتكتمل صورة الفوز برباعية جميلة ردت الاعتبار للشعب المصرى وخفت عن كاهله المثقل بالهموم عبئا بات ثقيلا كان يقض عليه مضجعه وينغص عليه حياته وزادت عنه كابوساً كان يؤرقه فى النوم واليقظة سواء كان ذلك بالليل أو بالنهار وقد ازدادت فرحة المصريين بالفوز فى الدور النهائى على منتخب غانا الصعب العنيد بهدف وحيد أحرزه اللاعب الساحر والفذ جدو قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة بخمس دقائق مّرت على ثمانين مليون مصرى وكأنها دهرا كاملا لنحصل بعدها على الكأس الغالية للمرة الثالثة على التوالى لتظل باقية وخالدة فى حوزة مصر مدى الحياة ويظل لهدف جدو الرائع وقع جميل ومبهر فى نفوس كل المصريين ويظل جدو ذاته حلماً بديلاً ورائعاً يتذكره المصريون على مر العصور.
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب.. فرحة مصرية بالكأس الأفريقية
الخميس، 04 فبراير 2010 05:56 م