رانيا صلاح تكتب.. مهرجان عيد العلم المصرى

تحتفل مصر سنويا بعيد العلم، حيث يكرم السيد رئيس الجمهورية العلماء الفائزين بجوائز مبارك وجوائز الدولة التقديرية فى العلوم. ولما للتقدير والتكريم من تأثير إيجابى على النفس الإنسانية بتحفيزها ودفعها نحو المزيد من الإبداع واستغلال الطاقات، وبالتالى التميز والتفوق، فلماذا لا نستفيد من هذه التجربة بتعميمها على كل المؤسسات التعليمية فى كافة أنحاء الجمهورية؟.

فنقوم بتوحيد يوم للاحتفال بعيد العلم بهدف تكريم المتميزين من الطلبة والأساتذة وتحفيز الآخرين للحاق بهم، مما يعطى للعملية التعليمية نكهة التنافس الشريف من أجل الحصول على هذا التكريم فى ظل إحباطات عديدة للنظام التعليمى كافية لقتل أى إبداع أو كفاءة سواء على مستوى الطالب أو المدرس. وأيضا ترسيخ مبدأ أن للكفاءات نصيب من الأضواء بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والذى من شانه تعميق الثقة بين الطلبة والمدرسين والمؤسسة التعليمية.

إن هذا اليوم لابد وأن يكون مهرجانا علميا بكل المقاييس تحتفل فيه المدرسة والجامعة والمعهد، وكل المؤسسات التعليمية بأوائل الفصول والدفعات وتكرم المدرسين الأكفاء والأساتذة المثاليين. وتنتهز الفرصة فى هذا اليوم لإبراز المواهب من خلال إشراك كافة الأنشطة المدرسية مثل فرق الكورال والفنون الشعبية والشعر والموسيقى وغيرها من الأنشطة لكى يشارك كل الطلبة الموهوبين فى هذه الاحتفالية، مما ينمى الإبداع ويخلق نوعا من التآلف والالتفاف حول المدرسة أو الجامعة. كما انه يمكن استغلال هذا اليوم فى عقد بعض المسابقات العلمية والثقافية والفنية، منذ بدء العام الدراسي، ويتم تكريم الفائزين فيها فى هذا اليوم. ويقترح أن يتم الاحتفال بعيد العلم الموحد على مستوى الجمهورية بعد إجازة نصف السنة حتى تكون نتيجة الفصل الدراسى الأول ظهرت وبالتالى يمكن تحديد الأوائل.

إن يوما كهذا سوف يكون له مردود إيجابى جدا على الطالب والمدرس والأسرة بأكملها. وسوف يخلق روحا من التواصل بين جميع الأطراف. هذا بخلاف أن التكريم دائما يخلق الشعور بتحقيق الذات، مما يدفع المكرم إلى تقديم أفضل ما عنده للتقدم أكثر وأكثر. كما انه يحفز الآخرين للحاق بركب الكفاءات.

*المستشار الإعلامى – الوكالة الكندية للتنمية الدولية