حنان الشبينى تكتب.. كيف يعود أبناؤنا إلى الواقع ؟

الخميس، 04 فبراير 2010 10:19 م
حنان الشبينى تكتب.. كيف يعود أبناؤنا إلى الواقع ؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبناؤنا أبطال من طراز فريد، يحاربون ويهزمون جيوشاً، أبناؤنا أيضاً مستثمرون لهم مزارع ومصانع وبيوت وحساباتٍ بنكية ومعاملاتٍ تجارية، أبناؤنا مسئولون فهم يرعون أطفالاً وأصدقاء وحيوانات مستأنسة وغير مستأنسة،أبناؤنا مبدعون فهم يرسمون وينحتون فى الصخور ،أبناؤنا يكتشفون قارات ويخترعون أجهزة ويبتكرون أدوات ومهارات جديدة فى كل الفنون.

ولكن أبناءنا لا طموح لهم ولا أمل فهم يملكون الغد ويحققون ما يأملون فى المستقبل من خلال كرسى يجلسون عليه أمام شاشة فى كل الأوقات ويعودون إلى واقعهم فى أوقات فراغهم.

عجينة سهلة لينة تحت سطوة والد جديد غيرك أو والد ثالث ألطف منك واكثر وجوداً وأقل زجراً ومللاً وإصداراً للأوامر ، فالوالدان منشغلان ومرتاحان إلى هذا الوالد الجديد ذى الطبيعة الإلكترونية غير المكلفة وغير المسببة للأذى أوالضرر الجسدى، فقد بات الوالد الجديد مجمع من إنتاج تليفزيونى أوسينمائى أو فيديو أو إنترنيت أو موبيل أو بلاى ستيشن أوننتدو (العاب فيديو)، ذلك الذى يغرى أبناءنا بالمتع والألوان والإثارة والصور وألعاب والشخصيات ويريحك من أقدس واجباتك فى الحياة فى إعداد جيل، ويتسبب فى عزله عن سياقه، فيبدل من قيمه ويعبث بهويته ويسلب عقله وتفكيره ؛ فيمنحك إنصرافهم عنك الراحة من الإزعاج، ويسعدك رضاهم عنك، فنصل إلى حالة من التفكك وافتقاد الإحساس.

الأن عرفت من يشاركك فى تربية أبنائك، ويزرع فيهم القيم أويهدمها، ومن يسلب وقتهم واهتمامهم ،ومن يشكل وعيهم أويزيفه مهما سعيت للتنصل من المسئولية عما حدث أو ما يحدث فى أسرتك أنت دفعت مالا لتشتريه وتتحكم فيه لكنه تحكم فيك وفى أبنائك.

كانت المشكلة لدى الوالدين سابقاً الخوف من تبنى أطفالهم فكرة (فرافيوا ) أو سوبر مان وتقليد الأطفال لهذه الشخصيات خوفاَ على حياتهم، ولكن المشكلة الآن أبناءنا افتراضيون لآباءٍ افتراضيين فى عالم افتراضى فى حياة ثانية.

والد جديد شخص ثالث اقتحم بيوتنا مقيم دائم الحضور فى يومنا ويوم أبنائنا، لا تتركهم ينفرد بهم حيث القليل منه مفيد مع قراءة وممارسة للألعاب وتواصل أسرى واجتماعى مباشر، وحتى يعود أبناؤنا بسلام على أرض الواقع ناظرين للأمام طامحين وآملين وراجين فى تحقيق مستقبل واقعى لهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة