أكد د. محمد الرزقا، خبير البيئة، على أن قضية التلوث البيئى من أهم قضايا العصر وهى من المشكلات الخطيرة التى تنعكس على صحة الطفل، لذا فمن الأهمية نشر الوعى، وتصحيح مفهوم المجتمع نحو البيئة، وتعزيز السلوك الصحى، والغذاء السليم وعلاقته بنمو معدل الذكاء لدى الطفل، حيث إن كثيرا من الأمراض انتشرت نتيجة تلوث الماء والغذاء والبيئة بالرصاص.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها معرض الكتاب تحت عنوان "تلوث البيئة ومدى تأثيرها على ذكاء الطفل" التى شارك فيها د. محمود عمرو، أستاذ طب الصناعات بالقصر العينى، ود. فاطمة أبو شوك، وكيل وزارة البيئة، والمهندس أحمد أبو السعود، وكيل وزارة البيئة، وأدارها د. محمد الرزقا خبير البيئة.
واتفقت د. فاطمة أبو شوك والمهندس أحمد أبو السعود على أن الأطفال يتعرضون لاستنشاق هواء غير صحى مشبع بمواد وغازات سامة ناتجة عن انبعاثات المصانع وعوادم السيارات، وقد أجريت أبحاث ودراسات على مدى تأثير البيئة على صحة الأطفال، وجاءت النتائج تنذر بأخطار جمة إذا لم تتوفر الحلول لبيئة آمنة، مما يوجب ضرورة نشر الوعى البيئى، واحترام تطبيق القوانين المشرعة ومعاقبة كل من يقوم بتخريب صحة الأطفال والشباب.
كما أكد الضيوف على ضرورة إنشاء نظام صارم للرقابة بالتعاون مع الدولة والمنظمات البيئية الحكومية وغير الحكومية، ونقل المصانع إلى المناطق الصناعية المخصصة لها، وذلك لإتاحة العيش بعيدا عن الملوثات، بالإضافة إلى الاهتمام بمناطق العشوائيات التى أصبحت مستودع للفقر والجهل والمرض.
وأشارت د. فاطمة إلى برنامج التوعية البيئية التى تنفذه وزارة البيئة فى المناطق التى تفتقد للوعى الصحى، وسبل التخلص من القمامة والنفايات بعيدا عن التجمعات السكانية، مطالبة ببيئة نظيفة وتفعيل التشريعات القانونية الخاصة بحماية البيئة، ومتابعة الدعم الفنى للمشروعات التى سوف تقام على أسس بيئية سليمة.
بينما حذر د. محمد الزرقا، الخبير البيئى، من خطورة التلوث بالمعادن الثقلية التى تعد من أخطر أنواع التلوث وخاصة على الأطفال، كما أن معدن الرصاص من أخطر المعادن نظراً لدخوله جسم الطفل، وهو لا يزال جنين فى بطن أمه، مما يؤثر سلبا على مستوى الذكاء، ويؤدى لخلل فى وظائف السمع و البصر واللمس، وفقدان ذاكرة، وفشل كلوى، وتلف فى الجهاز العصبى والمخ، ونقص الكاليسوم والزنك والحديد والفوسفات وفيتامن D ويظهر على صغار الأطفال نقص فى معدلات الذكات IQ"".
وأوضح د. الزرقا الاستخدامات الواسعة لمادة الرصاص ومركباته فى حياتنا العامة التى تنتج عنها تلوثات كبيرة للبيئة، مضيفا إلى أنه منذ سنوات طويلة وقف التوجه العالمى ضد استخدام البنزين الحاوى على الرصاص الذى سبب التلوث بنسبة 80% على البيئة وتأثيره على الفرد والمجتمع، لذلك عمل على تفعيل استخدام البنزين الخالى من الرصاص.
وأخيراً أكد د. محمود عمرو أستاذ طب الصناعات بالقصر العينى على أن القلق يسود الكثير من الأوساط الصحية والمستويات السياسية، بسبب صعوبة تصحيح الاختلالات البيئية أو الحد من تأثيراتها السلبية، لأنه من الصعب على أى فرد أو مجتمع أن يتمتع بصحة فى بيئة ملوثة أو غير صحية، ومن الأهمية توفير كافة السبل لتنقية الماء والهواء والغذاء من مصادر التلوث مع استبدال شبكات المياه والوصلات الرصاصية ببدائل آمنة وعدم استخدام الرصاص فى لحام صفائح ومعلبات الطعام واستبدال الدهانات الرصاصية بأخرى مأمونة ومنع إضافة الرصاص لوقود السيارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة