فاروق حسنى وزير الثقافة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فلتسامحنى.. إن بدوت منفعلا ومسرورا وبعيدا عما اعتدت عليه منى، فبحكم دراستى للآثار بجامعة القاهرة، وبحكم عملى السابق بالمجلس الأعلى للآثار لم أستطع أن أمنع نفسى من الفرح ببيت جديد يضم إخوتى دارسى الآثار الذين لا يجدون مهنة تقبلهم برغم تخصصه الفريد، ولا نقابة تضمهم برغم استحقاقهم لها، فلتسامحنى إن بالغت قليلا وإن لم أحترز تحسبا لفساد قد يكون وقد لا يكون، فبلا شك العيد اليوم للأثريين عيدان، الأول من أجل إقرار قانون الآثار الجديد، والثانى، للاستقرار على الشركة التى ستتولى إنشاء المتحف المصرى الكبير، انتصر الثنائى فاروق حسنى وزاهى حواس على أحمد عز وشركاه فى صراع شغل الأوساط الأثرية والإعلامية طوال الأيام الماضية، فى ائتلاف نادر للمعارضة والحكوميين، من أجل الوقوف ضد من كانوا يريدون المتاجرة بالآثار فى وضح النهار، بعد أن قننوا الاحتكار رسميا وأداروا دفته لصالحهم وحدهم، وقننوا حالة الطوارئ بمشروع قانون الإرهاب الذى طال انتظاره وكثر المتشائمون منه ـ وأنا منه ـ وبعد كل هذا أرادوا أن يقننوا بيع الآثار، كما لو كان تاريخ هذا البلد ومستقبله خاضعا لهم وحدهم دون غيرهم.
المعركة كانت ساخنة وما زاد من سخونتها أن المعلوم منها أقل بكثير من المجهول، فقد كانت الصراعات بين "الكتل" الحاكمة على أشدها فى الأيام السابقة، ثقة فاروق حسنى وهو يرفض الكلام والتعليق على مشروع قانون عز الموءود، واطمئنانه قبل مناقشة الشكل الأخير للقانون كانتا تشيران إلى أن المعركة حسمت "من فوق"، وبعد أن استعد المتابعون لمعركة حامية جاءت الرياح بما لا يشتهى "اللى عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم".
فرحة الأثريين الآن لا تعادلها فرحة، وليس بغريب أن يقول شيخنا العالم الأثرى الكبير "على رضوان" لا بد من أن نصفق لهذا القانون، وما جعل الفرحة فرحتين الإعلان عن بدء تنفيذ المتحف المصرى الكبير، ذلك الذى طال انتظاره وحسبنا بعد سجن أيمن عبد المنعم أن المشروع سيئول إلى زوال، ومن المنتظر بحسب كلام المسئولين أن يتم الانتهاء من هذا المتحف بعد 26 شهرا، لنرى أكبر متحف فى للآثار فى العالم، وهذا ليس بغريب عن مصر صاحبة أكبر آثار العالم وأكثرها على الإطلاق.
مبادرة أطلقها الوزير وفتح باب التبرع لبناء المتحف المصرى الكبير، وفى الحقيقة كانت حيثيات إطلاق المبادرة وطنية وصادقة، إذ قال الوزير الذى قلما أوافقه: إن من حق المصريين أن يشاركوا فى بناء متحفهم، وأجد هذه المبادرة فرصة طيبة لكى أشعر بأننى أستحق أن أكون حفيدا للفراعنة العظام، وأثبت ولائى وانتمائى للحضارة التى طالما أفتخرنا بها ولم نحافظ عليها حق المحافظة، وبعيدا عن مبادرة الوزير فمن حق أن أثبت للعالم أننى جدير بهذه البلد ومنتميا لآثارها التى نستغلها لتدر علينا دخلا كبيرا دون أن "نبرها" كما نبر والدينا، سأتبرع للمتحف الكبير، وأنا راض بعملى محب لبلدى، لا يهمنى أن أكون بجانب الوزير الذى خالفته كثيرا وعارضته كثيرا، ولا يهمنى أن يذهب تبرعى إلى الهباء أو إلى الإهمال، لكن ما يهمنى أن أرى صرحا كبيرا يضم آثار أجدادى، وأرى بعينى "طوبة" وضعتها بيدى فى هذا الصرح الكبير.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة