قال الناقد د.حسين حمودة إن الوباء يكثر ظهوره فى الرواية عن الشعر، وذلك لأن الأولى تتيح مساحة من الاتساع الزمنى والمكانى، مما يسهل عملية الإسهاب فى التفاصيل، مشيرا إلى أن الوباء استخدم كثيرا فى الأدب وسائر الفنون الإبداعية بمعنى مجازى وآخر واقعى.
وضرب مثال بذلك قائلا: فى رواية "يوميات امرأة مشعة" للكاتبة نعمات البحيرى، استطاعت أن تربط بين تجربتها الفردية فى الإصابة بمرض سرطان الثدى وحولتها إلى حالة من الموت الجماعى يصيب نساء المعهد القومى للأورام جميعا وكأنه وباء تفشى، وكذلك رواية "دعاء الكروان" لعميد الأدب العربى طه حسين الذى استخدم أيضا الوباء فيها بشكل مجازى فنى، وعلى عكس نجد أعمالا أخرى عبرت عن الوباء بصورة مقتبسة من الواقع مثل فيلم "اليوم السادس" للمخرج الراحل يوسف شاهين الذى تحدث عن وباء الكوليرا وسرعة انتشاره وإبادته لأعداد كبيرة ورواية "السائرون نياما" لسعد مكاوى، جسدت الأوبئة التى تجتاح سكان مصر.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت أمس الثلاثاء تحت عنوان "الوباء فى الأدب" بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وحضرها كل من الناقد د.حسين حمودة، ود مصطفى الضبع الذى أضاف أن "تجربة الوباء فى الأدب يمكن أن نتناولها من زوايا مختلفة، فكل كاتب قدمها برؤية خاصة به سواء أكانت واقعية أو مجازية، وليس من الضرورى أن يقدم المبدع كل شىء يتصل بالعالم المحيط به أو يقدم وصفا دقيق له".
وتابع "ينبغى على الباحثين أن يركزوا على فكرة الوباء فى الأدب، لأنه موضوع لم يتطرق أحد للحديث عنه من قبل، ولا يشترط أن يكون الوباء مرض فسيولوجى، فالجهل والفساد أوبئة لذلك كان من الطبيعى أن تتناوله الروايات العربية والغربية بصورة مجازية".