أكد د حسن حنفى أنه حاول أن يؤسس لتيار اليسار الإسلامى، وقال "كيف أستطيع أن أبدأ بالإسلام الذى خرج منه الإخوان وكل التيارات السلفية، ولكنى فى الوقت نفسه مهموم بالاحتلال والضياع والقهر والتسلط، وتساءل كيف أستطيع أن أربط بين الاثنين فلو بقيت فى الإسلام وحده لبقيت أصوليا سلفيا، ولو ذهبت للتحرر والعدالة والوحدة لربما أصبحت علمانيا، لذا أسست مجلة اليسار الإسلامى التى صادرها القضاء، وأفرج عنها بحيثيات غاية فى الشرف، جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت لتكريمه أمس، الثلاثاء، بمعرض الكتاب بعد حصوله على جائزة الدولة فى العلوم الاجتماعية العام الماضى. وأضاف "وأنا فى الجامعة كنت غاية فى الإخوانية، وتساءل وأنت فى الجامعة أين تذهب للإخوان أو حدتو أو مصر الفتاة؟، فأنا إخوانى شيوعى وشيوعى إخوانى".
ووصف "حنفى" نفسه بسليل الهزائم والانكسارات حيث ولد عام 1935 عندما كانت الطائرات الألمانية تقصف البلاد إبان الحرب بين المحور والحلفاء، وكان الألمان يوحون لنا بأنهم سيساعدوننا على التحرر من إنجلترا، وعندما كان عمرى 11 عاما كنت أعمل بالسياسة، ثم جاءت 1952 وفرحنا بانتهاء الإقطاع ومغادرة الملك وانتصار الحركة الوطنية المصرية، ثم إجراءات التأميم وكل هذه الانتصارات تمت ونحن جيل يحلم بمصر المستقلة مركزا لعالم محيط بها.
ثم جاءت الصدمة فى 1967، وتساءل ما السبب فى ضياع الحلم؟، وفرحنا من جديد عام 1973 ثم ما لبثنا أن حزنا فلم نترجم المكاسب العسكرية إلى مكاسب سياسية، وعقدنا الصلح المنفرد مع إسرائيل إلى ما وصلنا إليه، فالتفتيت قادم لمصر بعد نجع حمادى وغيرها، وتفتيت لليمن ولبنان والعراق. وأضاف: هذا هو الجيل الذى انتمى إليه جيلا يحمل هما، ولا أدرى هل أنا عالم أم باحث أم داعية أم مثقف أم مفكر فكل ذلك وارد عندى، لذلك أكتب على ثلاث مستويات أكتب مشروعى العلمى وهو التراث والتجديد، وفى الوقت نفسه أكتب فى الثقافة وحصار الزمن.
وطالب "حنفي" الجمهور أن يسمحوا له بعرض مشروعه الفكرى، فقال"أشعر أننى فى سجن اسميه حصار الزمن، فلا أدرى فى أى عصر أعيش، فهناك ماض أعيش فيه، ومستقبل أحاول أن أقفز إليه، وواقع لا أدرى كيف أشخصه؟، فحاولت أن أعيد بناء التراث القديم حتى لا يكون جسمى فى عصر وعقلى وروحى فى عصر آخر، فمازلنا نكرر قضايا الشافعى وابن حنبل فأراد الخبثاء قديما أن يكسروا شوكة الإسلام فطعنوه فى ظهره فانبرى العلماء للدفاع عنه.
وتساءل "أما الآن فأين يكمن الخطر؟ الخطر فى الشعوب وفى الأرض، لذلك نعيد بناء التراث فأريد أن أحول علم الكلام من الدفاع عن الله للدفاع عن الأرض، فنحن أمام عدو إسرائيلى غزا العالم بعلم لاهوت الأرض يزعمون فيه أن اليهودى لا يستطيع أن يعبد الله إلا فى فلسطين، ونحن المسلمين فثم وجه الله فولوا وجوهكم شطره.
ويضيف "حاولت فى التصوف لأنه حركة سلبية لمواجهة الواقع بعد أن استشهد أئمة آل البيت ضد الأمويين ورفضوا جزرة وسيف معاوية فاعتزلوا، ولدى كتاب فى الصوفية وهو "مقامات وأحوال"، والآن أعيد بناء العلوم النقلية الفقه والتفسير والقرآن الكريم والحديث الشريف، فندرس الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ونعيد تفسير القرآن. وانتقد "حنفى" علم السيرة الذى أصبح يعبد فيه الناس الرسول بدلا من الله فيقولون أغثنا يا رسول الله ؟، بدلا من الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى.
وأشار أيضا إلى كفره بوسائل الإعلام، لأنها أساءت إلى تلميذيه "سيد القمنى" ونصر حامد أبو زيد"، وقضت عليهما تماما وعبر عن ذلك بقوله "الرأى العام ليس فى صالحنا". وتحدث د.صلاح قنصوة عن حنفى وقال، هو مفكر كبير وداعية من طراز رفيع تشاركنا الأفكار معا، إلا أن أفكاره كانت محورا للجدل حتى بين تلاميذه، وقد تشاركنا المسيرة معا وسبقته إلى جائزة الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة