حينما يبدأ الحديث عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى يتوقف المستمع عند سؤالين لا يجد دوماً إجابة عنهما.. الأول عن كيفية تحقيق خطاب دينى متجدد، وهل هذا التجديد يعد انقلابا على الماضى؟ أم عرض الإسلام على نحو أفضل؟ أما الثانى فحول الجهة المسئولة عن مبادرة التجديد؟
الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية للبنين بجامعة الأزهر، يؤكد لليوم السابع أن تجديد الخطاب الدينى لن يتم إلا إذا كانت هناك منظومة متكاملة من جانب الدولة، منتقدا أسلوبها فى تحقيق ذلك.
وأكد كريمة على ضرورة تكوين منظومة مشتركة بين الدولة والمؤسسات الدينية حتى يتثنى تجديد الخطاب الدينى.
وهاجم كريمة القنوات الفضائية الدينية، خاصة ما أسماها بالقنوات السلفية والإخوانية، متهما إياها بهدم ما بنته وتبنيه المؤسسة الدينية فى مصر، حيث تقوم بإصدار فتاوى لا أساس لها من الصحة فى القرآن والسنة، كتحريم تهنئة الأقباط وهو ما يؤدى فى النهاية إلى ما شهدناه من أحداث طائفية، وحالة من التذمر بين أفراد الشعب المصرى بمختلف انتماءاته الدينية.
كما هاجم كريمة القائمين على تمويل هذه القنوات، مؤكدا أنهم ليسوا مصريين وأن هذه القنوات تخدم أهدافاً معينة لصالح أفكار بعينها، ودعا رجال الأعمال المصريين بالمساهمة فى قنوات دينية تحمل فى شعارها الوسطية والاعتدال.
وطالب كريمة الدولة بضرورة التصدى لهذه القنوات عن طريق إطلاق قنوات دينية تحت إشرافها وبتمويل منها، وفى حال عجزها عن التمويل يمكن أن تمول من أوقاف المسلمين التى تهدر على بناء الشاليهات.
كما وضع كريمة نقاطا لتجديد الخطاب الدينى، منها تحديد مفهوم الخطاب الدينى وتساءل هل هو الانقلاب على الماضى أم هو حسن العرض للإسلام، ومن الذى يحمل على عاتقه مهمة التجديد هل هو مجمع البحوث أم أساتذة الجامعة أم هى مهمة الواعظين؟
أما الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فقد أكد لليوم السابع أن عدم تجديد الخطاب الدينى السبب فيه الحكومة، وتقصير بعض العلماء وعدم إتاحة الفرص للشباب، كما أشار إلى أن بداية مرحلة إصلاح الخطاب الدينى تبدأ بتدريب الدعاة والالتقاء بهم، والاهتمام بكادر الدعاة، ورفع مستواهم الاجتماعى، مشيراً إلى الاهتمام بالتعليم الأزهرى للحاق بآليات العصر وإعادة هيبة العلماء التى حاول البعض التقليل منها تحت مسمى الفن والإبداع والعلمانية، كل هذه عناصر تُعد أساسية لكى يتم إصلاح الخطاب الدينى، كما أكد الشيخ خالد الجندى أن تدريس مادة التربية الدينية كمادة تضاف إلى المجموع، وزيادة جرعة التوعية الدينية المتوازنة فى الإعلام تعد من مراحل إصلاح الخطاب الدينى.
وأخيرا أوضح الدكتور عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية لليوم السابع أنه يتفق مع خطاب الرئيس مبارك فى توجيه اللوم لكل من الأزهر والكنيسة، عندما طالبهم بضرورة تجديد الخطاب الدينى، لكنه أكد أنه لا يجب إلقاء المسئولية على الأزهر والكنيسة فقط، موضحاً أن الأزهر والكنيسة جزء من النظام، وأشار بيومى إلى أن الثقافة لدى المؤسسات المصرية تحتاج إلى إعادة نظر، موضحاً أن هناك دورا على كل من وزارة الثقافة والتعليم والتعليم العالى فى نشر ثقافة معتدلة بجانب الأزهر والكنيسة لكى يستطيعا أن يجددا الخطاب الدينى، كما أشار إلى أن كليهما لا يستطيع أن يعمل على حدة، بل يجب أن يتعاونا تحت مشروع ثقافى تربوى وأن تعرف كل مؤسسة الدور الملقى عليها، كما أكد أن بداية إصلاح الخطاب الدينى ستكون بداية سهلة، مطالباً بتعديل المناهج الأزهرية كبداية لتجديد الخطاب الدينى، واختيار الموضوعات والقضايا له تأثير كبير فى الناحية الدينية ضارباً مثلاً رب خطبة غيرت تاريخ كخطبة عبدالله النديم فى الثورة العرابية، موضحاً أن هناك طرقاً كثيرة لتجديد الخطاب، كما طالب كل مؤسسة بأن تراجع مناهجها ومواضيعها كل ثلاثة سنوات على الأكثر، وأوضح أن الإعلام له دور هام جداً مطالباً إياه بأن يلعب دوراً أكبر من أجل توصيل خطاب دينى معتدل لدى الجماهير بكافة دياناتها وطوائفها، لأننا-والكلام لبيومى- نعيش عصر الإعلام، ضارباً مثلاً بتأثير الإعلام فى قضية مصر والجزائر، فيما أكد أن الأزهر فيه غالبية فكرها قد يكون قديماً، ولكن فى نفس الوقت هناك رواد قليلون، مشيرا إلى أن الأزهر ما زال يحتاج إلى تغيير وحركة تنويرية من داخله.
تجديد الخطاب الدينى.. الجندى يرجع الفشل إلى الحكومة وبعض رجال الدين.. وبيومى يؤكد: الأزهر والكنيسة مسئولان
الأربعاء، 03 فبراير 2010 11:56 ص
الداعية الإسلامى خالد الجندى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة