اليوم السابع انتقل لمنزل شحاتة ليجد والده ووالدته العجوزين اللذين تخطيا السبعين عاما، يجاورهما أحفادهم الثلاثة - أولاد شحاتة وزينب - دعاء (3 سنوات)، وإسراء (5 سنوات)، ونسمة (7 سنوات)، بينما كان أكبرهم إسلام يعمل فى أحد محلات الأحذية بالمنطقة.
"حد يبيع ضناه يا ولدى؟.. شحاتة ده ولدى الوحيد وعمره ما يبيع ضناه رغم الظروف اللى إحنا فيها"، قالتها الحاجة أم شحاتة المتهم ببيع طفله مقابل 4 علب ألبان و50 جنيه أسبوعيا. مضيفة أنها ذهبت مع ابنها وزوجته لمستشفى الجلاء فى بولاق أبو العلا، للحصول على اللبن المدعم للطفلين على وآية، إلا أن الحظ لم يسمح بحصولهما عليه، حيث كانت الصيدلية المخصصة لذلك مغلقة.
تضيف أم شحاتة ضاربة كفيها أنهم فوجئوا بإحدى السيدات تتقدم منهم، وأوهمتهم أنها تعمل ممرضة بالمستشفى، وأنها على صلة بالمسئولين وتستطيع صرف الألبان المدعمة لهم، فضلا عن قدرتها على توفير مبلغ 50 جنيها كإعانة شهرية من قبل أولاد الحلال، وطلبت منهم أخذ الرضيع للذهاب به حتى تتمكن من إحضار الألبان.
وتكمل الجدة أن السيدة أخذت الطفل "على" الذى كان عمره وقتها 5 أيام ترافقهما أمه، قائلة: "جلسنا أنا وابنى ننتظرهم، وفجأة سمعنا صراخ زينب – أم الطفل – لنكتشف أن المرأة هربت بالطفل بعد خداعها وخروجها من الباب الخلفى، روحنا القسم عملنا محضر إلا أنهم حبسوا ابنى، وظللت أنا وزوجته فى القسم لمدة 8 أيام، وحتى الآن مازالت زينب – الأم- مختفية ومنعرفش هى فين، والواد رجع ولا لأ".
يضيف والد شحاتة الذى تبدو على تقاسيم وجهه آثار الزمن "ابنى مظلوم عمره ما هيبيع حتة منه، هيا الست اللى خطفت الواد منه، وقالت كدا فى النيابة، لكن والله ابنى مظلوم".
المهندس وليد محمود (34 سنة)، أحد جيران المتهم، قال "فوجئنا منذ 25 يوما باختفاء شحاتة وزوجته ووالدته وطفليه التوأم، ووجدنا الحاج والد شحاتة والأطفال الأربعة فى الشارع، بعدها بـ 8 أيام عادت الحاجة أم شحاتة بمفردها، وشرحت لنا ما حدث، ومنذ ذلك اليوم لم نعلم مصير الأب والأم والطفلين، ولم يرجع أحد منهم حتى الآن"، مؤكداً أن أهالى الحارة هم المتكفلون بأسرة شحاتة حتى تظهر حقيقة إخفاء طفلهم على.
وكان المستشار شريف كامل، قاضى معارضات محكمة جنح بولاق أبو العلا، قد قرر حبس كل من "شحاتة. ع. ح" (37 سنة) عامل، لاتهامه ببيع طفله حديث الولادة للسيدة "ت. ن. ج" (51 سنة)، الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الجلاء للولادة، ليتم القبض عليها هى الأخرى، حيث يشتبه فى قيامها بدور الوسيط فى عملية بيع الطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة