د. سعاد حمودة يكتب: البرادعى وعصا موسى

الأحد، 28 فبراير 2010 01:51 م
د. سعاد حمودة يكتب: البرادعى وعصا موسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أننا نملك القدرة على ممارسة الحق فى التغيير إذا ماخلصت النوايا وتجردنا من المصالح وبقى لنا هدف واحد هو مصلحة مصر ومستقبلها.
و هنا يأتى السؤال

لماذا هرع البسطاء لمقابلة الدكتور البرادعى؟
يعلم الجميع أن ترشيح البرادعى لرئاسة الجمهورية هو أمر من المستحيلات , فى ظل دستور مصر الحالى والذى تم تفصيله كما نعرف على شخص واحد بعينه, وإن خمسة وتسعين فى المائة من أهل مصر ممنوعين من الترشح لمنصب الرئيس, بسبب معوقات المادة المعيبة 76 التى تم تعديلها عام 2005 فى استفتاء مشبوه.

و برغم اعتراض وصراخ المعارضة المصرية بأطيافها وأشكالها ومقتحميها ومدمنى الفضائيات والأصوات الحنجورية والهابطين علينا وأحزابنا المصرية الخاوية من أعضائها إلا أنهم لم يستطيعوا أن يجمعوا خلفهم هذا الحشد الذى ذهب للمطار لمقابلة ابن مصر المحترم الدكتور البرادعى.

فلم تستطع تلك الأطياف المختلفة برغم صدق بعضها أن توقظ الشعب المصرى،
لم تصل رسالتهم لرجل الشارع المهموم بلقمة عيشه أو بمباراة كرة قدم.
فهل يستطيع البرادعى أن يصل لهولاء العامة وينجح فيما أخفقت فيه قوى المعارضة على رغم تعددها؟

أعتقد أن الأمر غاية فى الصعوبة وليس أبدا بالأمر اليسير فإذا كانت حركة كفاية
قد اتاحت للشعب أن يخرج ويعترض دفاعا عن الرغبة فى التغيير ورفضا للتوريث فإنها فتحت الباب أيضا أمام حركات عمالية فئوية خرجت واعتصمت واعترضت بقوة فى الشارع المصرى.

وإذا كان البرادعى يدعو اليوم إلى نفس مانادت به كل حركات المعارضة فى مصر، من كتاب وسياسيين ومستقلين فماذا هو الجديد الذى طرحه الآن الدكتور البرادعى؟

الجديد فى الأمر أن هذا الرجل حظى بحب عفوى واحترام مخلص له, ليس لأنه صاحب جائزة عالمية ولكن لبساطته فى الحوار وصدقه ورجولته فى مواقفه الدوليه, وربما لديه كاريزما لم تتوافر إلا للقليل فى هدوئه الواثق من نفسه ومعرفته السياسية بما يحدث داخل مصر وخارجها.

هذا الرجل الذى تلاحقه الفضائيات والصامت معظم الوقت والمتحدث بعفوية العالم بما يقول, أحدث انقلابا فى أوساط الشارع المصرى ما بين مؤيد له ومابين متردد.

ماذا نريد من البرادعى هل ننصبه زعيما للمعارضة المتهالكة؟ أم نرشحه رئيسا لمصرالمغتصبة, وتفرضه القوى الشعبية الغير موجودة على أرض الواقع؟
وماذا يفعل الرجل وهو قد صرح أكثر من مرة إذا أردتم التغيير فأنا معكم ولسان حاله يؤكد أنه لايملك عصا موسى التى يضرب بها الأرض فتخرج منها ثعابين الأرض كلها لتكتفى لابتلاع الفسدة والمفسدين ممن يحكمون مصر المحروسة.

فالمهاتما غاندى لم يحكم الهند ولكنه حرر وطنه من الاستعمار بتعاليمه وزهده.

قد يكون طريقك يا برادعى صعباً وشاقا، وقد ترهب وقد تصدم وقد توضع فى طريقنا معك العراقيل، ولكن إذا مانزلت إلى الشارع إذا ماوجدك المواطن العادى تجلس بجواره على مقهاه إذا ما شاركت الشعب همومه ومواقفه إذا وضعت اهتمامك فى عشوائيات مصر وفقرائها، إذا اندمجت بين ركاب أتوبيس شبرا البلد وأكلت مثل عامة الشعب الفول والطعمية، إذا نشرت دعوتك السلمية بين مواقف السيارات وبين سائقيها، إذا زرت المحلة وعمالها إذا نفضت عن نفسك هواء المنتجعات إلى زخم روائح العمال، إذا شعر الناس بك بينهم، إذا بعدت عن ذوى الياقات البيضاء من محترفى اصطناع المعارضة داخل الغرف المغلقة، إذا دعوت الشعب للدفاع عن حقه فى الحياة الكريمة بالاعتراض السلمى والصبر والنفس الطويل, إذا اقتربت منا حتما سندنو إلى دعوتك لنا لنكون معك وليس خلفك سنتقدمك لنطالب بحقنا من أجل مصر وسيكون بيننا وقتها ألف برادعى وبرادعى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة