فى حواره للـCNN

خلفان يطالب بطرد رئيس الموساد لأنه فاشل

الأحد، 28 فبراير 2010 10:59 م
خلفان يطالب بطرد رئيس الموساد لأنه فاشل الفريق ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبى
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا الفريق ضاحى خلفان، القائد العام لشرطة دبى، إلى طرد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلى، مائير داجان، لأنه فاشل ويعمل بأسلوب يعود للستينيات، فى اتهامه لجهازه بارتكاب عملية اغتيال القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المبحوح فى دبى الشهر الماضى.

وكشف خلفان، فى حديث خاص لشبكة الـCNN، أن بعض أفراد المجموعة المتورطة فى الاغتيال، والتى بلغ عدد أفرادها المعلن عنهم 26 شخصا ممن يحملون جوازات سفر أوروبية، وفلسطينيين، دخلوا بهوياتهم وأسمائهم الحقيقية، مضيفاً أن بلاده ما كانت لتسمح بدخول المبحوح إلى أراضيها لو أن إسرائيل كانت قد سلكت الطرق القانونية وطلبت توقيفه عن طريق الإنتربول الدولى.

وقال خلفان إن الفحوصات الأخيرة أثبتت أن المبحوح قد خُدر بمادة معينة وشلّت حركته قبل قتله، مشيراً إلى أن ذلك ينفى فرضية صعقه بالكهرباء التى طرحت فى السابق.
واعتبر خلفان أن أدلة الـ DNA التى عثر عليها فى مكان الجريمة، "مهمة جداً" لتحديد هوية الضالعين فى الاغتيال.

ولدى سؤاله عن دور الموساد الإسرائيلى فى العملية قال خلفان "كنت قد قلت فى السابق إنهم خلف الجريمة بنسبة 99 فى المائة، واليوم أقول إنهم مسئولون عنها بنسبة 100 فى المائة، ولا يساورنى اليوم أى شك حول الموساد ودوره".

ووجه القائد العام لشرطة دبى، رسالة للموساد الإسرائيلى، قال فيها: "قائدكم مائير داغان لا يصلح للمهمة الموكلة إليه، وعليه أن يغادر منصبه بسرعة.. يبدو أن الموساد ما زال يعمل بعقلية العقد السادس من القرن الماضى، وقد تجاوزه الزمن كثيراً بالتقنيات الموجودة اليوم على مستوى التصوير والـDNA والانترنت وتحاليل المختبرات".

واعتبر خلفان أن الذين نفذوا عملية الاغتيال "أعدوا الجريمة بشكل لو دخل أى محقق إلى موقع الحادث لوجده طبيعياً"، مبينا أن كشف العملية "لم يكن فى حسبانهم، لأنهم ربما سبق لهم فعل ذلك فى أماكن أخرى دون كشفهم".

وتابع المسئول الأمنى الإماراتى بالقول "هذه الأمور لا تمشى فى دبى، إذ لدينا خبراء أكفاء بالأمن والمعلوماتية، وهم يتمتعون بمستويات علمية وتقنية أعلى من تلك الموجودة لدى الموساد".

وبالنسبة للفلسطينيين الموقوفين على هامش القضية قال خلفان، إن الشرطة تشتبه فى تورط واحد منهما فقط، فى حين أن الثانى لم يكن جزءا من العملية.
ورفض خلفان كشف أو تقديم أى معلومات حول مسار التحقيق مع الفلسطينى المعنى، ولكنه أشار إلى أن الفلسطينى الآخر "مطلوب لفصيل معين وصادر عليه حكم بالإعدام ونحن سنقوم بترحيله إلى إحدى الجهات".

وعن أسباب اختيار دبى لتنفيذ عملية الاغتيال، رجح خلفان أن يكون ذلك بسبب سياسة الإمارة التى تتيح دخول حملة الجوازات الأوروبية دون تأشيرة".
وتابع خلفان قائلاً: "لقد اختاروا دبى لأن المبحوح كان يمر عبرها ترانزيت إلى السودان والصين، وكانت هذه فرصة لاصطياده، وقد استغلوا احترامنا للوثائق الأوروبية واستخدموها كثغرة".

ورفض خلفان اعتماد الأسلوب عينه للاقتصاص من الموساد قائلاً "إذا قام الموساد بتلطيخ الوثائق الأوروبية وتلويثها فنحن لن نستخدم هذه الأساليب القذرة كما فعل داغان".

وأكد أن دبى لديها كل التقنيات اللازمة، إن اضطرت مستقبلاً، لاتخاذ إجراءات أمنية تتعلق بالتدقيق فى هوية أشخاص ممن يحملون أكثر من جنسية.

وحض خلفان الدول التى استخدم المنفذون جوازات سفرها إلى محاسبة من يقف خلف العملية قائلاً: "اليوم نقلت وسائل الإعلام عن السلطات الأسترالية قولها إنها لم تقتنع بالرد الذى أدلى به السفير الإسرائيلى لديها حول استخدام جوازات السفر الاسترالية بالعملية، وهذا يعنى أن الموساد تطاول على سيادة هذه الدول وأساء إليها، ولم يتجاوز سيادة الإمارات فحسب".

وأضاف "لقد أظهر الموساد وداغان وجماعته، عدم تقديرهم لأستراليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التى هى دول صديقة لهم". وحدد خلفان القنوات القانونية الدولية المتمثلة فى الإنتربول كوسيلة وحيدة لمطاردة قتلة المبحوح، قائلاً إن الأمن الإماراتى "لن نلجأ إلى شريعة الغاب مثل الموساد، لأننا لسنا مثله، قوة خارجة عن القانون الدولي، ونقوم بإرسال جماعات للاغتيال والانتقام".

ونفى خلفان أن تكون هويات المتورطين فى الاغتيال مجهولة بالكامل، كاشفاً أن بعض الأسماء التى استخدمت فى العملية حقيقية، وقد دخل أصحابها إلى دبى بجوازات سفرهم الأصلية دون تزوير، لكنه رفض كشف عددهم أو تحديدهم.

ولدى سؤاله عن معرفة دبى لهوية المبحوح الحقيقية لدى دخوله أراضيها، قال خلفان إن القيادى فى حماس دخل مستخدماً اسمه الحقيقى، لكن دون لقب "المبحوح"، وهو بكل الأحوال لم يكن معروفاً بالنسبة لشرطة الإمارة، بسبب عدم وجود تعميم دولى بحقه.

وتابع خلفان بالقول: "لو كنا نعرف المبحوح لما أدخلناه، ولكنه استخدم اسماً غير معروف لنا، ولم يكن هناك تعميم عليه لأن إسرائيل لم تلجأ إلى الإنتربول لطلبه، ولو كان حوله أى تعميم لما أخذ تأشيرة إلى الإمارات".

وأضاف خلفان بغضب: "بأى حق ترتكب إسرائيل جريمة على أرضنا، هل ارتكبنا جرائم على أراضيها؟ هل قتلنا أحداً بإسرائيل؟ هل قطعنا حتى شجرة فيها؟ هل تريد إسرائيل المزيد من الكراهية والعداء ضدها فى المنطقة؟ على الشعب الإسرائيلى أن يزيل هذه العقول البالية ويأتى بأخرى ترغب بنشر الإخاء وليس العداوة".

وأردف بالقول: "نحن لا نكره اليهود، بل الأيادى الملطخة بالدماء، سواء أكانت عربية أم غير عربية، نحن نريد من الجميع أن يعرف أننا دولة سلام، ولا نقبل بارتكاب الجرائم على أرضنا".
ونفى قائد شرطة دبى أن تكون الجريمة قد أثّرت على الاستثمارات فى دبى، مشدداً على أن المتضررين هم "إسرائيل والموساد وداغان، بعد أن ظهر للمواطن الإسرائيلى أن هناك من يتفاخر بقتل المبحوح بمجموعة كبيرة من القتلة".

ورأى خلفان أنه ما من داع للتفاخر بهذه العملية، خاصة وأن "الكفة الآن ترجح لصالح المبحوح، الذى قام بمفرده بخطف وقتل اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي، بينما أرسلت تل أبيب 26 شخصاً لقتله".

ورفض خلفان المواقف الصادرة عن حركة "حماس" وتعليقات قادتها على المعلومات التى يكشفها، قائلاً إنه "لا يهتم بكلام حماس، أو يطلعهم على التحقيق". ونوه إلى أن التعامل الإماراتى يتم مع السفارة الفلسطينية الموجودة فى البلاد، باعتبارها الجهة الرسمية المعترف بها.

وكانت شرطة دبى قد كشفت اليوم الأحد أن قتلة المبحوح، قاموا بحقنه بمادة مخدرة، وخنقه بطريقة تبدو فيها الوفاة طبيعية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة