أكدت الباحثة الألمانية إيفيزا لوبن أن د.محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبح يشكل ظاهرة فى المجتمع المصرى حتى أنه مالبث أن أعلن إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية حتى أطلق عليه الشارع المصرى المنقذ والمخلص والأمل.
وأوضحت لوبن فى حديث لها مع راديو صوت ألمانيا أن مصر تشهد "فراغا سياسيا كبيرا جدا" وهذا ما يبرر ظاهرة البرادعى التى لا يمكن أن تفهم إلا فى إطار "التركيبة السياسية المصرية؛ حيث حاول النظام الحاكم خلال العقود الثلاثة الماضية تهميش كل الشخصيات القوية التى يمكنها منافسة الرئيس مبارك أو نجله جمال" من جهة ومن جهة أخرى "تآكلت قاعدة الأحزاب الرسمية المعارضة، كالوفد والتجمع وغيرها، إلى حد أنها أصبحت بلا جمهور تقريبا" وكذا فإن الحكومة المصرية لا تسمح للقوى الجديدة أن تنظم نفسها فى أحزاب معترف بها، فمن هنا يأتى "البحث عن شخصية تملأ الفراغ السياسى وتكون فى الوقت نفسه بديلا عن النظام".
وتضيف الباحثة الألمانية بعدا آخر لدوافع الإعجاب بالبرادعى حيث إنه يمثل برأيها الطبقة الوسطى المصرية التى تم تهميشها نتيجة "السياسات الاقتصادية للنظام فى السنوات العشر الأخيرة وبروز ظاهرة رجال الأعمال الجدد الذين يحتلون مواقع قيادية فى الحزب الحاكم". لذا ينظر للبرادعى كبديل للنظام و"حلم الطبقة الوسطى" فى العودة إلى لعب دورها التاريخى.
وبالرغم من عدم تبنى البرادعى لخطاب "نارى" ضد النظام المصرى كما ذكرت لوبن إلا أن البرادعى، ومنذ عودته إلى مصر، لم يفوت فرصة للتذكير بالمطالب التى تطرحها المعارضة منذ عقود كإلغاء حالة الطوارئ وتغيير الدستور.
ولم يكتف البرادعى بالتصريحات الإعلامية بل دخل دائرة الفعل حين دعا إلى اجتماع فى منزله حضره ممثلون عن جميع أطياف المعارضة انبثق عنه تأسيس جبهة بقيادته عرفت بـ"الجمعية الوطنية المصرية من أجل التغيير".
وأكدت الباحثة الألمانية أنه من السابق لأوانه التكهن بمستقبل ظاهرة البرادعى وحركة المعارضة الملتفة حوله، إلا أنها ترى أن بمقدور حامل جائزة نوبل للسلام أن "يقود حركة اجتماعية جديدة، وأن يساهم فى خلق الجديد فى أفق للشباب".
