مبارك فى الاحتفال بـ"المولد النبوى": مصر ستظل سنداً لأمتها.. والتعديلات الدستورية كرست مبدأ المواطنة بين المسلمين والأقباط

السبت، 27 فبراير 2010 09:16 م
مبارك فى الاحتفال بـ"المولد النبوى": مصر ستظل سنداً لأمتها.. والتعديلات الدستورية كرست مبدأ المواطنة بين المسلمين والأقباط الرئيس مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الرئيس حسنى مبارك، أن مصر ستظل بلد الأزهر رمز اعتدال الإسلام وسماحته واستنارته وستبقى سندا لأمتها العربية والإسلامية تحفظ هويتها وتدافع عن مصالحها وقضاياها. وقال الرئيس مبارك، فى الكلمة التى ألقاها فى الاحتفال الذى أقيم مساء اليوم بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، أن جهود العلماء والدعاة من رجال الدين تمثل جانبا مهما من الجهود المطلوبة من كافة القوى بمجتمعاتنا الإسلامية، بمفكريها وكتابها ومثقفيها، ومن جانب مؤسسات التعليم والثقافة، ودور النشر وأجهزة الإعلام، جهود تشتد الحاجة إليها تنشر المعرفة بجوهر الإسلام ومقاصده وصحيح تعالميه، تحفظ وحدة وتماسك مجتمعاتنا، وتتصدى لمخاطر الانقسام والتطرف والتحريض الطائفى.

وأضاف الرئيس مبارك إننا فى مصر وأعون تماما لهذه المخاطر ولمحاولات الوقيعة بين مسلمينا وأقباطنا وقد أرسينا بالتعديلات الدستورية عام 2007 مفهوم المواطنة كأساس لنظامنا الديمقراطى ولتساوى كافة المواطنين فى الحقوق والواجبات دون تمييز، كما انعكس هذا المفهوم على العديد من مواد الدستور بأحكام تحظر مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على مرجعية دينية وتؤكد واجب الشعب فى حماية وحدته الوطنية.

وطالب الرئيس مبارك رجال الدين والمفكرين وقوى المجتمع الأهلى بالنهوض بدورهم وتحمل مسئوليتهم لتعزيز مفهوم المواطنة قولا وعملا ولنشر قيم المواطنة ومبادئها وثقافتها وممارساتها بما يؤكد سماحة الإسلام وتعاليمه ويحفظ الوحدة الوطنية لأبناء الوطن.

ووجه الرئيس التحية لرجال الأزهر ودعاته، ولضيوف مصر من الأشقاء بالعالم الاسلامى، وقال إن العالم الإسلامى لا يزال "نهبا للنزاعات والصراعات والحروب.. تستنزف دماء شعوب أمتنا وثرواتها.. وتعرقل سعى أبنائها للغد الأفضل.. يؤلمنا ما يحدث لدول وشعوب عزيزة علينا.. فى أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والسودان والصومال.. وغيرها كما تؤلمنا جميعا معاناة الشعب الفلسطينى بالضفة الغربية وغزة.. مابين تعنت إسرائيل والانقسام بين السلطة والفصائل، واستمرار الاحتلال بممارساتها ، وتأخر السلام العادل.. بتداعياته وعواقبه على استقرار الشرق الأوسط والعالم.

وأضاف أنه لا يزال هناك من يحاول ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف والتخلف، ومن يحاول
تشويه تعاليمه، برغم الحديث المتواصل عن حوار الحضارات والثقافات والأديان، ولا تزال هناك محاولات للنيل من هوية المسلمين واستهداف رموزهم وجالياتهم والاجتراء والتطاول على نبى الإسلام ومقدساته.

وقال مبارك إنه لابد من الاعتراف بالمسئولية عن "الفارق الشاسع بين حاضرنا الراهن وماضينا المجيد، وقفة صادقة مع النفس تستلهم ما جاء به الله سبحانه فى محكم كتابه.. وما تركه لنا النبى فى سنته المطهرة.. تشخص أوجاع أمتنا الإسلامية.. وتمضى بها لواقع جديد ولحاضر ومستقبل أفضل".

وأضاف أنه لابد من التساؤل: هل بذل دعاتنا الجهد الكافى للتعريف يمقاصد الإسلام السامية والنبيلة.. ولنشر الوعى بها بين جموع المسلمين.. وللعالم من حولهم؟ وقال إن مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الماضى تناول بالنقاش قضية (تجديد الفكر الإسلامى)، وتسائل هل تم التجديد بالفعل، لكنه عاد وقال إنه ليس هناك "أسهل من إلقاء اللوم فى مشكلات العالم الإسلامى على الآخر" غير أن الحكمة تقتضى أن نصارح أنفسنا وأن نبدأ بأنفسنا نحن المسلمين كى نغير واقعنا الراهن ولنستحق بحق أن نكون خير أمة أخرجت للناس.

يقول الله فى كتابه الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ونهانا سبحانه على أن نكون (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) فأين ذلك مما نشهده من الانقسام والتشرذم بين دول عالمنا الإسلامى.. وبين أبناء الشعب الواحد.. وما نشهده من محاولات للوقيعة والتأليب.. وأخرى لقوى إسلامية تسعى للهيمنة وبسط النفوذ ولعب الأدوار.. لتحقيق أجندتها السياسية تحت ستار الدين. وتساءل كيف يتصدى الدعاة والعلماء والمفكرون للتحريض الطائفى ومخاطره الجسيمة على تماسك مجتمعاتنا؟ وأين نحن من سماحة الإسلام فى تعامله مع أهل الكتاب؟ إن الدين أمر بين العبد وربه، فماذا عن معاملات الناس بعضهم بعضا؟ وهل أولينا لجانب المعاملات ما نوليه من اهتمام للعقائد والعبادات؟ وهل انعكس ذلك على سلوكنا وأخلاقيات تعاملنا؟

وأضاف أن الإسلام دعا للعلم والتعلم والعمل والاجتهاد، وحض على الرحمة والتسامح ونهى عن التعصب والغلو والتطرف، كما أرسى الركائز الأساسية للتكافل وحقوق الإنسان واستوصى باليتامى والفقراء والضعفاء ورفع مكانة المرأة فهل انعكس كل ذلك فى ثقافة مجتمعاتنا.. وفكرها.. وقيمها.. ومبادئها.. بالقدر الكافى والضرورى والمطلوب، وأين دعاتنا الأجلاء ومفكرونا من دعاة السلفية والجمود والانغلاق؟ وأين هم من فوضى الفضائيات الدينية.. ومن دعاة جدد يتصدون للإفتاء.. دون علم أو سند من صحيح الدين؟

وأوضح أن جهود العلماء والدعاة من رجال الدين، تمثل جانبا هاما من الجهود المطلوبة من كافة القوى بمجتمعاتنا الإسلامية، بمفكريها وكتابها ومثقفيها، ومن جانب مؤسسات التعليم والثقافة.. ودور النشر وأجهزة الإعلام جهود تشتد الحاجة إليها تنشر المعرفة بجوهر الإسلام ومقاصده وصحيح تعالميه.. تحفظ وحدة وتماسك مجتمعاتنا وتتصدى لمخاطر الانقسام والتطرف والتحريض الطائفى.

وقال مبارك: إننا فى مصر واعون تماما لهذه المخاطر، ولمحاولات الوقيعة بين مسلمينا وأقباطنا، وقد أرسينا بالتعديلات الدستورية عام 2007 مفهوم المواطنة، كأساس لنظامنا الديمقراطى.. ولتساوى كافة المواطنين فى الحقوق والواجبات، دون تمييز. كما انعكس هذا المفهوم على العديد من مواد الدستور بأحكام تحظر مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على مرجعية دينية.. وتؤكد واجب الشعب فى حماية وحدته الوطنية.

إن الدولة إذ تمضى فى تحمل مسئوليتها لتفعيل هذه الأحكام الدستورية.. ولترسيخ مفهوم المواطنة.. فإننى أطالب رجال الدين والمفكرين وقوى المجتمع الأهلى .. بالنهوض بدورهم وتحمل مسئوليتهم .. ولتعزيز هذا المفهوم قولا وعملا.. ولنشر قيم المواطنة ومبادئها وثقافتها وممارساتها.. بما يؤكد سماحة الإسلام وتعاليمه.. ويحفظ الوحدة الوطنية لأبناء الوطن.

وأكد الرئيس أن مصر ستبقى بلد الأزهر، رمز اعتدال الإسلام وسماحته واستنارته وستظل سندا لأمتها العربية والإسلامية، تحفظ هويتها وتدافع عن مصالحها وقضاياها، نمضى فى ذلك موقنين بالله.. متطلعين بثقة وأمل لواقع أفضل لأمتنا يصل حاضرها ومستقبلها بماضيها العريق.. ويستلهم من خاتم الأنبياء وسيرته ومسيرته زادا متجددا وعزما ويقينا على الطريق.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة