علا الشافعى تكتب: مخطط ميردوخ للاستيلاء على تراث السينما المصرية.. وكراهية الوليد للفن المصرى.. وصمت الفقى وفاروق حسنى

السبت، 27 فبراير 2010 05:02 م
علا الشافعى تكتب: مخطط ميردوخ للاستيلاء على تراث السينما المصرية.. وكراهية الوليد للفن المصرى.. وصمت الفقى وفاروق حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تساءل الكاتب أسامه أنور عكاشه عن الأمير الوليد بن طلال قائلا: "من هو الوليد؟، وهل هو الوليد بن طلال، أم هو الوليد بن كوهين؟"، جاء ذلك فى تعقيبه على خبر شراكه (الوليد ومردوخ) فى شركة قنوات روتانا، حيث طرح أسامه تساؤلات أخرى عن هوية تلك الصفقة، وعلاقة الوليد بن طلال بما يسمى بالقومية العربية.

وبعيدا عن علامات الاستفهام التى طرحها الكاتب الكبير وتأكيده على أن الوليد مستعد للتحالف مع الشيطان، إلا أن الأمر يبدو شائكا ويفتح الباب لتساؤلات حقيقية حول مصير السينما المصرية، وتراثها الذى تفرق دمه بين شركتى الـ art 2000 فيلم، وشركة روتانا التى تمتلك 1500 فيلم، وهو التراث الذى تم بيعه بتواطؤ وتخاذل رهيب من المنتجين المصريين، ووزارة الثقافة المصرية، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، ووقتها تعالت صرخات المخرجين والكتاب، والمبدعين، المهمومين بالفن المصرى وطالبوا الدولة بتحرك سريع لإنقاذ تراث السينما المصرية من الضياع والتأكيد على أن هناك مؤامرة تحاك ضد الفن المصرى، وكان رد الفعل الوحيد الذى تلقوه هو الصمت والتقليل من حجم الكارثة.

ووقتها لم يدرك المسئولون أبعاد الموقف أو أنهم أدركوه وتجاهلوا الأمر، متساءلين فى الكثير من تصريحاتهم أين سيذهب التراث؟، وذهب بعضهم إلى القول بأن هذه القنوات سترمم أفلامنا وستحفظها من الزوال، وكأننا بتنا قاصرين ننتظر دائما الآخرين ليفعلوا لنا كل شيء ويهتموا بتراثنا الذى يؤرخ لحياتنا الاجتماعية، وللأسف صدقت توقعات المبدعين الذين تعرضت أفلامهم لحذف الكثير من اللقطات، كما أن هناك أفلاما لا يتم عرضها إطلاقا نتيجة تعرضها لرقابة وهابية.

فالسينما التى تقتصر نظرة البعض لها على أنها "هشك بشك"، ليست كذلك بل هى فن يسجل التاريخ والتطورات، وليست مبالغة أن يصفها البعض بأنها قضية أمن قومى، وإذا كانت صفقة الوليد تفتح الباب لتساؤلات حول تراث السينما المصرية، الذى قد ينتقل إلى "ميردوخ" ومنه إلى إسرائيل، خاصة وأنه معروف بعدائه الشديد للعرب وتعصبه لكل ماهو إسرائيلى ولا أحد بالضبط يعلم نوايا إمبراطور الإعلام والصحافة "ميردوخ"، حيث أعلنها بنفسه صراحة "بأن هذه السوق يقصد بها السوق العربية كان يهمه جدا خصوصا وأن استثماراته فى شركة روتانا سوف يوسع من تواجده فى المنطقة، خصوصا فى ظل تواجد نسبة كبيرة من السكان بعمر الشباب وناتج محلى إجمالى يتوقع فى السنوات المقبلة نموه بسرعة تفوق اقتصاديات نامية، وهو ما يؤكد أن طموحه لن يقتصر على نسبه 9.9% حتى الـ 18% النسبة الضئيلة التى بدأ بها الشراكة مع الوليد.

الأمير الوليد بن طلال معروف عنه عد حبه للفن المصرى، وهى تصريحات قديمه سبق أن نشرت فى مجلة "الفن" ويبدو أنه خطوة خطوة تسلك هو الآخر إلى السوق المصرية واشترى أهم أفلامنا، وهو حاليا يدخل فى شراكه مع صديقه والذى يشاركه فى استثمارات أخرى بالمليارات "ميردوخ"، وبالفعل سيهدى تراث السينما المصرية على طبق من ذهب إليه.

وفيما يتعلق بباقى التراث المملوك لقناة الـ art نجد أنه بات مهددا هو الآخر بالانتقال إلى قناة الجزيرة القطرية والتى تخطط لإطلاق قناة الجزيرة للأفلام، ولا أعرف ماذا ينتظر فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى وأنس الفقى وزير الإعلام وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون للتحرك، فنحن نعرف أن وزير الثقافة علاقته ملتبسه بالسينما طوال الوقت، ويراها فنا شعبويا تافها لا يستحق الالتفات إليه، ولكن عليه أن يرجأ هذا الشعور قليلا لأن المسألة باتت تتعلق بتراث دولة ستحاسب عليه الأجيال المقبلة، ونفس الأمر بالنسبة لوزير الإعلام بدلا من وقوفه مكتوف الأيدى وقيامه بشراء الأفلام بدلا من روتانا والـ art بعد أن أفلست مكتبة التليفزيون، وبدلا من إنتاج مسلسلات درامية لا يسمع عنها أحد، عليه أن يقوم بشراء أفلامنا وتراثنا، وعليهم مراجعة تجارب دول أوربية فى كيفية حفاظها على تراثها.

هذا ما يتعلق بالتراث أم المستقبل والرسائل الإعلامية التى سيبثها " ميردوخ " للفئات العمرية من الشباب فتلك قضية تحتاج إلى دولة تمتلك جهازا إعلاميا واعيا، يملك توجها إعلاميا حقيقياً يعرف جدية الأزمة وأبعادها، وهو ما أشك فيه فى ظل اهتمام الإعلام المصرى بالفورمات والبرامج التافهة وصراعات داخلية.

وبعد مرور هذه السنوات على الكاتب والمحقق الراحل محمد الدسوقى والذى ملأ الدنيا بتحقيقاته ضد بيع تراث السينما المصرية فى مجلة "الفن"، وتوقعاته بالسيناريو الذى يحدث الآن، ورحل الدسوقى وانطوت صفحات ملفاته وتحقيقاته فى الأرشيف، وتحققت نبوءته ولكن كما واجه المسئولون كلامه بالصمت والتجاهل، يبدو أنه سيظل نفس رد الفعل بعد مرور أكثر من 17 سنة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة