بهجت أبو ضيف يكتب:مخالفة النظام على أبواب الترام

السبت، 27 فبراير 2010 11:36 ص
بهجت أبو ضيف يكتب:مخالفة النظام على أبواب الترام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من خلال رحلتى اليومية والتى تجعلنى زبونا دائما على قطار مترو الانفاق فى الذهاب والإياب من وإلى عملى، تلك الرحلة التى تستمر أكثر من ساعة ونصف يوميا أقضيها داخل عربة القطار الأولى التى تعودت على استقلالها، أجد نفسى فى عالم مليىء ومزدحم بالأحداث السياسية والاجتماعية والرياضية، والتى تأتى على السنة رواد المترو، وعادة ما تبدأ أحداثها هادئة ثم تتحول إلى مناقشات حادة يتمسك خلالها كل طرف بموقفه ويتم التراضى فى آخر الرحلة عندما يهم القطار على التوقف وإنهاء رحلته بمحطة شبرا.

الهيئة العامة لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق تطل علينا من وقت لآخر ببعض الابتكارات الممثلة فى خدمات يتم تقديمها للجماهير ومستقلى المترو بغرض تسهيل وتسريع حركة المترو ورواده، هذه الخدمات فى كثير من الأحيان لا تلقى رواجا وقبولا بين ركاب المترو والسبب كما أظن عدم فاعلية معظمها فى تحقيق الهدف التى خصصت من أجله وأحيانا أخرى يكون السبب عدم الالتزام الذى تعودنا عليه من الكثير منا، ليس لعدم قدرته على الالتزام وصعوبة الفكرة، ولكن عدم الالتزام يأتى من أجل عدم الالتزام ذاته، إلا أن الأمر اتضح جليا عندما قامت إدارة المترو بتخصيص أبواب للصعود وأخرى للهبوط فى كل عربة، وهذه الخدمة بالذات لم تلاق أى رواجا أو قبول لدى الجماهير العريضة من مستقلى المترو التى تزيد على الـ2 مليون راكب يوميا، حيث دارت المناقشات كالعادة بين مؤيد ومعارض للفكرة وكانت أكثر الأصوات تتوقع فشل الفكرة والتى أسرعت الهيئة فى تنفيذها ووضع الملصقات الإرشادية وتعيين بعض الموظفين لمحاولة إجبار الركاب على الالتزام بها، إلا أن جموع الركاب كانوا قد أوشكوا على الانفجار والثورة من كل الأشياء التى يتم فرضها عليهم ويتضح فى النهاية عدم فاعليتها ونجاحها، ومن خلال ملاحظتى لتصرفات الركاب وجدت أن الكثير منهم يعارض الالتزام بالنظام من أجل النظام الذى فرض عليهم بالقوة، حيث تجد المعارضة تأتى من أجل المعارضة لذاتها، معارضة لسلب الحرية ومعارضة للطابور التى تحاول أى إدارة سوق أفراد المجتمع فيها منزوعين الإرادة والحرية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة