وليد طوغان

الدور على الحجاب!

السبت، 27 فبراير 2010 07:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا.. منع ساركوزى «النقاب» فى فرنسا، وطالب اليمين الهولندى بمنع المآذن، وبدأت الدنمارك والمجر التضييق على بناء المساجد.

عنصرية.. صحيح. لكن الصحيح أيضا أن «الجيتو» الإسلامى فى سويسرا والدنمارك والمجر وجزر الأزوراس عنصرى هو الآخر. وعنصرية المشايخ فى أوروبا، هى التى حركت عنصرية الغرب تجاه المسلمين.

القوميات عنصرية بالضرورة حسب علوم السياسة، وعلوم اللاهوت أيضا. والعنصرية ليست شتيمة رغم أنها مرفوضة. فهى أسلوب تفكير، والعنصرى هو الذى يفضل عنصره أو جنسه على عنصر وجنس الآخرين.

المتدينون هم الذين جعلوا الأديان عنصرية بالضرورة، السبب كتبه أدموند بيرك فى كتابه عن «الدوجماتيك» بعد الثورة الفرنسية. قال إن أسباب الصراع بين رجال الدين والمدنيين هى نفسها أسباب الصراع بين المؤمنين بالديانات المختلفة.

«الدوجماتيك» هو احتكار الحقيقة. ورجال الدين يعتقدون دائما فى «حقيقة وحيدة» لا يؤخذ منها، ولا يرد عليها. والمعنى أنهم مثل معظم اتباع الدين الواحد، يرون ان شريعتهم هى الوحيدة التى من عند الله.

حتى الآن يعتقد بسطاء المسلمين فى الذى يقوله أئمة الأوقاف على منابر مساجد القاهرة فى تحريف الكتاب المقدس؛ لأن الذى كتبه رجال.. وليس وحى، مع أن أحدا لم يقل أن الذى كتب العهدين القديم والجديد كان وحيا.

وفى أوروبا حرض المشايخ المسلمين على الانفصال عن مجتمعاتهم، بدعوى انحلالها، ووثنية عقائدهم.

فى التسعينيات بلغت الأمور ذروتها، بعدما أقنع المشايخ الشباب المسلم بمؤامرة الغرب على الإسلام، فخرج الصبيان من المساجد بالأسلحة بين جلابيبهم، والشفرات تحت ذقونهم.. وقتلوا الأطفال فى ميادين ومطارات أوروبا.

الصراع ثقافى بين القوميات المختلفة، لكن المشايخ حولوه لحملة على الدين، مع أن هذا ليس صحيحا.

ففى أوروبا 155 ديانة يعيش أصحابها بلا مؤامرات دولية عليهم، ولا محاولات وهمية لهدم عقائدهم. البوذيون فى بعض مناطق إنجلترا وفرنسا أكثر من المسلمين عددا. لا عذبهم أحد، ولا فتنهم ملاعين فى دينهم.

الذى يحدث الآن أن أوروبا خائفة من المسلمين.. والمسلمون السبب. فلو وضعوا أنفسهم مكان الغرب، لمنعوا النقاب والمآذن والمساجد هم الآخرون.. ثم فكروا فى الحجاب!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة