مين يشترى رسومات الورد منها؟ أمل مهندسة ديكور وفنانة تشكيلية وبتعلم الرسم للعرب والأجانب.. إعجابك لوحده مش كفاية

الجمعة، 26 فبراير 2010 02:08 ص
مين يشترى رسومات الورد منها؟ أمل مهندسة ديكور وفنانة تشكيلية وبتعلم الرسم للعرب والأجانب.. إعجابك لوحده مش كفاية أمل الجيار ترسم لوحات ذات رأئحه عطرة
ناهد إمام - تصوير : سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«باقات الزهور» هى عشقها الأول، ليس عشق النظر والاستمتاع، أو الرائحة الجميلة فحسب وإنما الرسم، والإبداع، وتعليم الآخرين، ورغم أنها ترسم كل شىء ببراعة فإن هناك شيئاً خفياً يدفعها للورود.

فبعد سنوات قضتها بين جدران مرسم الفنون الجميلة، انتقلت «أمل الجيار» للعيش مع أسرتها بالكويت فى أواخر الثمانينيات، وهناك حاولت أن تخرج ما بداخلها من حب للفن فى العمل فى عدد من كبرى محلات الأثاث والديكور، وقبلها بفترة كانت أمل وعلى الرغم من ثراء أسرتها تسافر فى الإجازات الصيفية وبمجرد انتهاء الدراسة إلى أوروبا للعمل، فهى عصامية من نوع غريب، تقول أمل: «كنت أسمع كثيراً عن أن البنت والولد فى أوروبا وبمجرد بلوغ سن الـ16 يكون كل منهما مسئولاً عن نفسه، ويخرج إلى سوق العمل، ولكن لأن هذا لم يكن مسموحا به لى لأن أسرتى تتكفل بكل شىء يلزمنى كعادة الأسر فى مصر والدول العربية، فقد كنت أنتهز فرصة سفر أحد من أقاربى إلى أوروبا لأسافر معه فأضمن الحماية والأمان من جانب، ومن جانب آخر أجرب الاعتماد على نفسى، وكانت هذه الفترة من أجمل فترات حياتى، تعرفت على جنسيات كثيرة، فى فرنسا، وألمانيا، ومدريد، وأمريكا، واليونان، ورأيت دنيا جديدة، عرفت أن «الشغل مش عيب» لما لقيتهم فى كلية الحقوق فى مدريد بيشتغلوا كناسين فى الإجازة، ولمست عن قرب معنى أن تظل إحدى زميلاتى بعد أن نفد مالها وهى طالبة فى مثل عمرى جائعة، لا تسأل الناس وأقصى ما يمكنها فعله إذا ما أخفقت فى الالتحاق بعمل أن تتمشى بالحدائق التى تثمر بها بعض أشجار الفاكهة فتأكل منها، وبالتالى تعلمت الجلد والصبر، وتعودت الشجاعة فى مقابلة المواقف وحدى، وربما كان ذلك مفسراً لعملى وسط 12 مهندسا وحدى ولمدة 4 سنوات عندما عدت إلى مصر بشكل نهائى مع أسرتى وعملت فى تشطيب ديكور أحد أشهر الفنادق الكبرى بالقاهرة حالياً.

ذكريات تنفيذ وتشطيب ديكورات الفندق لها عند «الباشمهندسة» أمل وقع خاص، تقول: «كان تحديا كبيراً بالنسبة لى وأنا شابة صغيرة، وأقف إلى جوار مهندسين رجال يتفوقون على فى السن والخبرة، كما أنهم تعودوا على طبيعة العمل ومقتضياتها، وكان على أن أتعاون معهم، وأن أدير العمالة الموجودة بالمكان وكان عددهم كبيرا، بالإضافة إلى نظرتهم لى كامرأة تعمل فى مهنة شاقة، وحتى يسير العمل كما ينبغى كان لابد أن تكون كلمتى مسموعة، وأن تكون لى هيبة وسطهم، فكثيراً ما كنت أصدر أمرا بإزالة سيراميك غرفة تم عمله لأن فيه «غلطة» هم يرونها بسيطة، ولكن أنا لدى معايير جودة عالمية لابد من تنفيذها، وكثيراً ما كنت أسمع الشتائم «من ورا ضهرى»، ولكننى نجحت فى تنفيذ الـ 360 غرفة بإتقان، وإن مثلت «بعبعا» للعمال.

هذا البعبع كما كان يبدو لعمال البناء بالفندق، هو نفسه الفنانة الرقيقة مرهفة الحس، التى اختارت أن تكون الزهور هى السمة الغالبة على لوحاتها فيما بعد، ترسمها بعفوية، وتتفنن فى تنويعاتها الشكلية واللونية، تقول أمل: «من زمان وأنا برسم ولذلك التحقت بكلية الفنون الجميلة، رسمت كثيراً من اللوحات بعيدا عن الأضواء، وكانت للورود مكانة خاصة فطرية لدىّ، وكنت أكتفى بأن يكون جمهورى من الأقارب والأصدقاء، لكننى قررت أن أنتقل إلى خارج جدران منزلى، ونجحت فى عمل معارض بالنادى الأمريكى بالمعادى، ونادى هليوبوليس، ومررت بتجربة فريدة فى ستوديو 2006 بالمعادى، حيث عملت هناك فى تعليم سيدات البيوت وهواة الرسم المصريين والعرب والأجانب، وكانت سعادتى غامرة أن يقام لعشرة منهن معرض كبير وأن يصبحن فنانات بعد مرور أربعة أشهر فقط على إمساكهن للمرة الأولى بالريشة.

تفتخر أمل بأنها نجحت فى مهمتها فى تعليم مختلفى الجنسيات، على الرغم من معاناتها من تعرض رسوماتها للتقليد أحياناً، وارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة فى اللوحات حتى تخرج فى أحسن صورة أحياناً أخرى، تضيف: «على الرغم من الصعوبات فإننى أعتبر أن ألوان لوحاتهم لونت حياتى».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة