لماذا يكره الإخوان البرادعى؟

الجمعة، 26 فبراير 2010 02:35 ص
لماذا يكره الإخوان البرادعى؟ سعد الكتاتنى
شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄رفضوا استقباله فى المطار.. واشترطوا لتأييده الذهاب لمقرهم وطلب البركة
لا فرق كبيرا بين تعامل الإخوان وتعامل الحزب الوطنى مع عودة د.محمد البرادعى إلى مصر، قد يكون الفارق الوحيد أن الجميع كان يتوقع رد فعل الحزب الحاكم من البرادعى الذى أبدى رغبته فى وضع يده فى يد الشعب والدخول فى معركة للإصلاح، لكن لم يكن أحد يتوقع رد فعل الإخوان الذين يعلنون فى كل يوم أنهم يمدون أيديهم لأى شخصية وطنية تريد العمل لنهضة مصر والإصلاح.

أرادت الجماعة أن تمسك العصا من المنتصف كعادتها دائما فلا هى أعطته وعدا بالتأييد، ولا خسرت المزاج العام فى الشارع الذى ساعد فى تحريك الحياة السياسية، الذى يفيد الجماعة فى الهجوم على النظام والحزب الحاكم، وإظهار ما تردده الجماعة دائما من فشله واستبداده تجاه القوى السياسية.

وتعاملت بنوع من التمييع مع البرادعى، بما يثبت أنها لا تعول إلا على ذاتها ولا تعمل إلا منفردة مخالفة كل الشعارات التى ترفعها عن تعاونها ومد يد التعاون لكل القوى الوطنية الأخرى.

ومن هنا كانت تعاملات الجماعة مع البرادعى بعدم خسارة أى طرف والسكوت عملا بمبدأ «اسكت تسلم»، بل وصل الأمر بقياداتها أن تسأل «هو إيه البرادعى علشان نؤيده ولا نرفضه أو نحدد منه موقف». وطلبت أن يذهب إليهم ويطلب مقابلتهم ويوضح لهم ما يريد أن يفعله حتى يعطوه صك القبول والتأييد!.

ويقول حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان المسلمين دائما عينهم على من بيده مقاليد السلطة، ولن تدخل الجماعة فى مغامرة من أجل البرادعى أو غيره، ولن تقبل بمشروع للإصلاح إلا عبر أجندتها.

لا يمثل البرادعى للإخوان شيئا، أكثر من تعبيره عن أمنيات ومبادئ عامة نادت بها الجماعة وكثير من القوى السياسية منذ وقت طويل حسب قولهم.

فالإخوان مثلهم مثل الأحزاب الرسمية التقليدية (التجمع والوفد والناصرى) يصيبهم ظهور البرادعى فى التوقيت الحالى بخيبة أمل وبعدم راحة لأنه لن يجعلهم فى بؤرة الأحداث حتى إن لم يكن البرادعى مرشحا فعليا للرئاسة، كما أنه يهدد وضعهم ويكشف إمكانياتهم الحقيقية، خاصة أن استقباله الذى خلا من مشاركتهم -إخوان وأحزاب تقليدية- أثبت أن هناك شبابا ونشطين يستطيعون التنظيم والحشد فى الشارع بدون الإخوان، بدليل أن مكتب الإرشاد -أعلى سلطة تنفيذية فى الجماعة- لم يناقش الموقف من البرادعى، ومازالوا ينظرون إليه على أنه متردد ولم يحسم أمره، ويعلنون أنهم لا يمدون أيديهم لمن يفكر، لكنهم يعملون مع من يعمل، كما يقول د. محمود حسين الأمين العام للجماعة، وربط الإخوان موقفهم من البرادعى بأن يحسم هو موقفه، من باب أنهم موجودون على الساحة ولهم مقرهم ومكانهم معروف ولا يجرون وراء أحد ويقولون رأيهم فى الأحداث القائمة وليس ما فيما هو فى علم الغيب، وأنهم لا يجرون وراء كل من يلقى كلمة هنا او حديثا هناك.

ويقول تمام: الجماعة لا تغامر وراء مشروعات غيرهم، ولا تلقى أوراقها كاملة إلا وراء تنظيمهم، ومازال قيادات التنظيم يرون أنه من المستحيل أن ينجح البرادعى فى التغيير.
وبرر تمام رؤيته هذه بأن الجماعة لم تكلف نفسها حتى بإعطاء الضوء الأخضر للشباب لكى يخرجوا لاستقبال البرادعى بالمطار، ولم يشاركوا فى حملة التوكيلات ولا جمع توقيعات ولا أى مناسبة تعبر عن رضاهم أو حتى التفاعل مع دعوة البرادعى.

فهل يكره الإخوان البرادعى؟ هذا السؤال دار فى أذهان الكثير من المراقبين بل أبناء الحركة ذاتها الذين طرحوا على مواقعهم سؤالا «لماذا لا نقف مع البرادعى ونضع أيدينا فى يده ونعرف كيف يفكر ونتحاور على أرضية واحدة بعيدا عن الأهواء الحزبية»؟

فلماذا لم يعلن الإخوان موقفا حاسما ولو إعلاميا حتى الآن فيما قاله وينويه البرادعى؟
قال د.محمود حسين أمين عام الجماعة «موقفنا من ايه... وايه البرادعى علشان نقول موقفنا منه، فهو لم يرشح نفسه ولم يدعنا لتأييده ولا حتى اللقاء به، هو موجود زيارة وراجع تانى».

وحول ما إذا كانوا سيدعمونه أثناء ترشحه أم لا، أكد أمين عام الجماعة أنهم سيدرسون برنامجه فى الوقت الملائم وسيقارنونه مع الآخرين.

وردا على سؤال لماذا لا يستقبل الإخوان البرادعى ويتعاملون معه على أنه مكسب للحركة الوطنية ليناضلوا معا للتغيير، أوضح حسين أن البرادعى لم يقل هذا ولم يطلب أن نناضل معا ولم يضع أجندة للعمل.

ويرى د.جمال حشمت عضو شورى الجماعة أن المكسب الوحيد من وجود البرادعى هو أنه شخصية موزونة وذو مصداقية تفضح قوانين متعسفة وإجراءات ومناخا سيئا.
ويشرح حشمت موقف الجماعة بشكل مختلف قائلا «لم نشارك فى استقباله حتى تمر عودته بسلام ولكى لايفسد الأمن الأمر بحجة وجود الإخوان، فلا يمكن أن نقول رأينا قبل أن تبدأ إجراءات حقيقية على الأرض حتى لا تمارس الأجهزة لعبتها فى حصار وإفساد أى شىء بحجة مشاركة الإخوان».
إجابة حشمت رغم ما حملته من تبرير فإنها زادت الأمر غموضا.

وهو ما فسره حسين إبراهيم عضو الكتلة البرلمانية الذى أكد أن الجميع لم يفرق بين أمرين أولهما مطالب البرادعى التى هى مطالب كل القوى الوطنية ومنهم الإخوان، وثانيهما يتعلق بترشيح البرادعى للرئاسة والذى لا يمكن أن يحدث فى ظل الوضع القائم والموانع الدستورية الحالية، لذلك فأى حديث عن الترشيح للبرادعى أو شخصية مستقلة فى ظل المادة 76 مستحيل، لذلك البرادعى نفسه رفض أن يكون ترشيحه من خلال حزب لأنه عندها سيكون مشاركا فى سيناريو لتمثيل الكومبارس مثل الذى حدث مع مرشحى الأحزاب الدورة الماضية.

فالقضية لدى الإخوان كما يقول سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية، ليست فى الأسماء المنتظر ترشيحها للرئاسة، وإنما المناخ والإصلاح السياسى، والأهم عندهم أن يجلس البرادعى معهم، ويقود جبهة وطنية للإصلاح، وإصدار وثيقة للإصلاح والاستماع له، مطالبا البرادعى بأن يستمع للقوى الوطنية ومنها الإخوان، مضيفا أن الأمر لا يمكن حسمه فى زيارة لا تتعدى 10 أيام للبرادعى لمصر فى ظل الاعتبار بأن جماعة الإخوان مؤسسية تأخذ قرارها بدعم أى شخص يحمل مبادئ للإصلاح.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة