أكد عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، أن الاستقبال الحافل للبرادعى دلالة على الرغبة فى إحداث تغيير وحراك سياسى فى المجتمع، لافتا إلى أن البرادعى لم يعلن صراحة عن خوضه انتخابات الرئاسة القادمة، وإنما أعلن عن رغبة فى إحداث حراك وتغيير نحو الديمقراطية ونحن نتفق معه.
ورفض موسى التعليق حول ترشحه للرئاسة قائلا: «لننحِ هذا السؤال جانبا» مؤكدا أن الجميع يهدف إلى التغيير. وقال موسى فى الندوة التى نظمتها الجامعة الأمريكية بعنوان «فى ذكرى نادية يونس: تحقيق المصالحة فى العراق والاستقرار فى المنطقة» مساء الأحد الماضى إن مصر تمر بمرحلة سياسية هامة وغامضة والكل يتحدث عن مستقبلها فى الفترة المقبلة، والكل هنا يسأل ويناقش، وأقول نحن قلقون على مستقبل مصر، وهذا حقنا، وإن لم نشعر بالقلق فهذا معناه أننا نرتكب خطأ وجرما.
وانتقد موسى دور الأمم المتحدة فى تحقيق المصالحة فى العراق والاستقرار فى المنطقة، مؤكدا أنه يشعر أن استمرار الأمم المتحدة على الوضع الحالى «خطر» على الشرق الأوسط بأكمله. وقال: «المنظمة أصبحت تحتاج إلى الدعم والدفاع عنها ولا يجب تهميشها».
واتهم موسى أصابع أجنبية بأنها عطلت الدعم الذى قدمته الجامعة العربية للعراق للوصول إلى تسوية بين الفصائل العراقية وقال: «اعتقدنا فى 2005 و2006 أننا حققنا تسوية، ولكن القادة العراقيين الذين وقعوا الاتفاقات معنا للبدء فى تسوية لم يلتزموا بكلمتهم»، وأشار إلى أن دور الأمم المتحدة مع الجامعة العربية فى العراق فى الفترة المقبلة هو الوصول إلى تسوية ودعم الانتخابات مع مشاركة جميع الأحزاب.
واعترف الأمين العام للجامعة العربية بيأسه وإخفاقه فى الوصول لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى الذى اعتبره سبب عدم الاستقرار فى المنطقة وقال: «أشعر أكثر وأكثر أن جيلنا قد لا يكون قادرا على حل هذه المشكلة، وهذا يعنى للأسف أن ننتظر الأجيال المقبلة».
وتابع موسى قائلا «إننا مارسنا وجربنا كل المناهج وبدأنا الإجراءات خطوة بخطوة، ولكن تهميش دور الأمم المتحدة والحصانة التى يتم منحها لإسرائيل يؤدى دائما إلى الإخفاق فى حل الأزمة، وهو ما يجب عدم استمراره فى ظل التمادى الإسرائيلى ورفضها تجميد المستوطنات»، لافتا إلى أن التغيير الديموغرافى فى خريطة الأرض الفلسطينية كل يوم عن طريق استمرار المستوطنات يقتل فكرة الجلوس مع الإسرائيليين والتفاوض معهم.
وفى رده على سؤال حول دور مصر فى عملية السلام والصراع العربى الإسرائيلى، قال موسى «مصر لاعب رئيسى فى بناء السلام، ولكن الظروف تغيرت، وهناك لاعبون كثيرون حاليا، وكلنا مشتركون حاليا فى لحظة حرجة لتحقيق السلام»، وأكد أنه يجب على مصر أن يكون الباب مفتوحا أمام الفلسطينيين، وأن يكون المعبر مفتوحا أمام الأسر الفلسطينية الفقيرة وأن يكون إغلاقه هو الاستثناء، مؤكدا فى الوقت حق مصر فى بناء الجدار العازل.
وكان حديث «موسى» عن العلاقة بين الدول العربية وإيران «واقعيا ودبلوماسيا» حيث أكد أن إيران دولة كبيرة ليست عربية فى الشرق الأوسط، وأنها «جار» لنا وستظل كذلك حتى نهاية التاريخ، ولها الحق فى أن يكون لديها طموحها نحو مكانة أكبر فى الشرق الأوسط، ولكن بطريقة صحيحة، وهذا يدعو الجانب العربى إلى أن يكون حذرا فى إطار السعى إلى استقرار المنطقة.
وربط موسى البرنامج النووى الإيرانى بالإسرائيلى، مؤكدا أن البرنامج الإيرانى «الذى لم يثبت حتى الآن» خطر على الشرق الأوسط، ولكن لا يمكن الحديث عنه إلا إذا تحدثنا عن البرنامج الإسرائيلى الأشد خطورة، فى ظل سعى الجميع إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ودعا موسى الدول العربية إلى إنهاء القطيعة مع إيران قائلا إنه يجب علينا نحن العرب أن نتحدث ونتناقش ونتفاوض معهم رغم خلافاتنا الخطيرة معهم، وخلافاتهم الخطيرة معنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة