أبو الهول صحى شاف حال المساكين
قال أنا حجارة جسمى بتدوب من سنين
من الذل والقهر والحزن الدفين
لأنى مالى لسان ينطق باليقين
حرامى الحلة لمن لا يعرفه هو اسم مشهور فى الوجه البحرى لحشرة تبدو كالنملة، ولكنها أكبر منها فى الحجم، ويبدو أنها كانت متخصصة فى سرقة بقايا الطعام من أوانى البسطاء الذى كانوا يتركونه ليتناولونه فى العشاء، فأطلقوا عليها هذا الاسم الطريف.
ويوما كنت فى حديقة وجدت عشا لتلك الحشرات فجلست أراقبهم، وكأننى على بابا الذى عثر على مغارة الحرامية وأصابتنى الدهشة، فقد وجدت لبعض منها أجنحة، وكنت أشاهدهم منذ عشرات السنين، ولم يكن لأى منهم أجنحة من قبل فأصابنى العجب لوهلة، ولكنى قلت لنفسى طيب، ولماذا أستكثر على حرامى الحلة الغلبان أن يطور نفسه مع الزمن مثله مثل أى حرامى..
فالحرامية فى بلادنا قد تطوروا أيضا مع الزمن فاختفى معظم النشالين، واختفى حرامية الغسيل وظهر جيل ما يسمى "القطط السمان" فى أواخر السبعينات الذين سرعان ما تجاوزوا هذه المرحلة، فظهر الجيل الجديد الحالى من الحرامية السوبرمان من ذوى الأجنحة!!!!!!
حرامى الحلة ركب لنفسه جناحين
فى زمان اللعب على الونجين
زمن اللى يهبش ويجرى ويماين
فرصه طير وأطلع على السفاين
وعيش وظأطط بفلوس مساكين
كرامتهم ضاعت وبقت فى الطين
مين بيحزن على الضعيف الغلبان
مين يحن ويطبطب على المنهان
ليه يا بلدنا بقيتى حرس لكل جبان
النفاق بيجرى كما الدم فى الشريان
الكرامة راحت فين ولا أصابها العفن
ده لو ذنب كان زمانه مات وأندفن
أمتى يا رب بلدنا هتبقى بلد الأمان
نلاقى فيها السكن نلاقى فيها الكفن
تحضن ولادها الحزانى تديهم حنان
نعيش فيها وقلوبنا عمرانه بالإيمان
بمستقبل لنا ولولادنا وأحفادنا كمان
ألاقى قوتى وأنام كل يوم شبعان
أكلتنا بشرف حلال من عرق الأجبان
لاغش ولا رشوة ولا ضمير حيران
لا يوم أزحف على الأيدين والرجلين
ولا يوم أنضرب على القفا والخدين
أقول أنا مصرى بروح وقلب ووجدان
حلم ولا هيبقى حقيقة يا كريم يا منان
ولا الغربة مكتوبة والشتات فى الوديان
رايتنا أمتى هتعلى وترفف فى الميدان
بلدنا مذكورة أدخلوها بسلام أمنين
ولا إحنا مش إحنا يا ناس يا موحدين
الحزن منقوش ومكتوب على الجبين
سحابة صيف ولا قدر لحد يوم الدين
أمتى هنبعد عن واقع ضعيف عدمان
ومستقبل بيتدارى مكسوف غلبان
أبو الهول صحى شاف حال المساكين
قال أنا حجارة جسمى بتدوب من سنين
من الذل والقهر والحزن الدفين
لأنى مالى لسان ينطق باليقين
يجى يوم يا بلدنا نتلاقى بالأحضان
نعوض بشوق اللى فاتنا من سنين
ويستجيب القدر لدعاء الملايين
وهيرجع يغرد طائر الليل الحزين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة