توفيق ميخائيل يكتب: الجزء والكل

قد يعجب شاب بجزء من وجه فتاة فيتزوجها كلها. يقولون إن الشيطان يسكن فى التفاصيل. التجول بالطرق الفرعية والجانبية قد يشغلنا ويعطلنا عن بلوغ محطة الوصول. أعدى أعداء الهدف أو الرغبة الأولى هى الرغبة الثانية. اعتاد المتفوقون أن يضعوا على مكاتبهم وأمام أعينهم شعارا يعبر عن هدفهم.

الطالب المجتهد قد يروح عن نفسه بين حين وآخر ولكنه لاينسى نفسه أبدا ويعود سريعا إلى كتبه ودروسه .المتسابق فى سباقه واللاعب فى ملعبه لو أصغى لصوت المشجعين فقد تركيزه وأضاع نصره.

الحياة صفقة متكاملة لا تتجزأ تربحها كلها أو تخسرها كلها فقد تتسبب عثرة صغيرة فى حادثة كبيرة ومعظم النار من مستصغر الشرر .اسلكوا بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة . الذى يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لايصلح.
توجد طرق تبدو مستقيمة ولكن نهايتها الهلاك – الناجح والمنتصر عينه دائما على نهاية الطريق مهما كانت مصاعب البداية أما من تغريه لذة البداية ويتوقف عندها قد يفقد سعادة الوصول للنهاية . لذة أول نفس من سيجارة قد يؤدى للإدمان.

قل لى ماهو هدفك ؟ أقول لك من أنت، فأنت من تريد ومن تسعى أن تكون .أدرس الهندسة فأصير مهندسا وهكذا الطبيب والمحامى والمحاسب و العامل والفلاح والفنى بكل مستوياته .

لاتضع يدك على خدك وننادى هاتولى حبيبى أو يلهيك ماهو بين يديك عن التطلع إلى آفاق جديدة وآمال ممتدة واسعة عالية . وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.