تقرير فرنسى: ضغوط أمريكية وفرنسية وراء اتفاق الحكومة السودانية ومتمردى دارفور

الجمعة، 26 فبراير 2010 09:06 م
تقرير فرنسى: ضغوط أمريكية وفرنسية وراء اتفاق الحكومة السودانية ومتمردى دارفور الرئيس التشادى ادريس ديبى
كتبت جينا وليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبرت مصادر دبلوماسية أن النجاح الذى حققته الوساطة التشادية بين الخرطوم ومتمردى حركة العدل والمساواة بتوقيعهما اتفاقاً إطارياً، ووقف لإطلاق النار فى إقليم دارفور فى الدوحة أنه ناتج عن تعرض تشاد إلى ضغوط واسعة من واشنطن وباريس، فى وقت كشفت فيه نشرة فرنسية باللغة العربية تعنى بالدفاع الإستراتيجى عن اتفاق بإبعاد الخرطوم للمعارضين التشاديين من أراضيها لاحتواء خطر هجومها على انجمينا.

وقالت إن الرئيس التشادى اإدريس ديبى يملك ورقة ضغط على الخرطوم، فى حال عدم إيفائها بما تعهدت به فى الاتفاق الذى وقع بين ديبى والبشير. وقالت المصادر إن النجاح الذى حققته الوساطة التى قام بها ديبى بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بزعامة د.خليل إبراهيم قد لا يكون كافياً لإخراج نظام ديبى من المأزق الدبلوماسى والعسكرى الذى يواجهه حاليا، وأشارت إلى أن انجمينا تتعرض منذ وقت ليس بالقليل إلى ضغوط من أجل تطبيع الأوضاع الداخلية وإجراء إصلاحات سياسية.

وأضافت ان باريس الحليف القوى لنظام ديبى وواشنطون تمارسان ضغوطاً واسعة على ديبى من اجل ادخال اصلاحات على نظامه بما يسمح باستيعاب المعارضة بشقيها العسكرى والسياسى فى المسيرة السياسية لبلاده.

وكشفت نشرة ( TTU) الفرنسية أن مسئولاً رفيعاً فى مجلس الأمن القومى الأمريكى كان قد أبلغ ديبى بضرورة فتح حوار مباشر مع معارضيه بصورة مماثلة لما يحدث عند السودان، وربطت ذلك بتمسك الأمم المتحدة بالتوصيات التى قدمها الأمين العام للمنظمة الدولية السابق كوفى عنان فى تقريره الذى قدمه إلى مجلس الأمن الدولى عام 2007م، وحض فيه انجمينا بضرورة فتح حوار سياسى مع المعارضة.

وذكرت النشرة أنه سبق أن نقل عن مسئولين تشاديين طلبهم لبعثة الأمم المتحدة التى تنشر قواتها على الحدود الشرقية لتشاد والمعروفة باسم (مينوراكت)، وحلت مكان قوات الاتحاد الأوروبى (يوفور) بداية العام الماضى أنها لم تعد تتعاون مع انجمينا، كما كان عليه الحال مع قوات (يوفور)، وأشارت بالخصوص إلى تردد قيادة القوات الدولية برفضها تبادل المعلومات الاستخبارية مع القيادة العسكرية التشادية، وأنها تعارض استخدام الجيش التشادى لقدراتها خاصة مهابط الطائرات العسكرية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الجانبين، الأمر الذى دفع انجمينا إلى طلب إنهاء تفويض القوات الدولية.

وأشارت إلى أن كل هذه العوامل دفعت الرئيس التشادى للتحرك فى اتجاهين أولهما يتمثل فى تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولى من أجل إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة فى بلاده، متعللاً بالاتهامات الخاصة بتجنيد (الأطفال)، وأن الهدف من ذلك قطع الطريق أمام أى محاولات لفرض أجندة إصلاح سياسى من قبل المجتمع الدولى على نظامه.

وأوردت النشرة أن الرئيس التشادى كان قد فاجأ الحكومة السودانية بإعلانه عن موعد زيارته له إلى الخرطوم من دون تشاور مسبق مع القيادة السودانية، وأشارت إلى أنه تخلف فى آخر لحظة من الذهاب إلى القمة الأفريقية التى انعقدت فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا نهاية يناير الماضى، رغم الترتيبات التى قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة، لتنظيم لقاء بين ديبى والبشير، وقالت إن هناك مقابلا قد تم بتوقيع الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة، لكنها لم تكشف عن ذلك المقابل، لكنها قالت إنه من المؤكد أن ديبى قد حصل على التزام قوى من الخرطوم بمنع أى نشاط عسكرى لمعارضيه من الأراضى السودانية ويدفعها للعودة إلى انجمينا والمشاركة فى الانتخابات التى مقرر أن تجرى فى نوفمبر القادم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة