«آسفين يامدام أول مرة تحصل» جملة قد لا تختفى من ذاكرة الحاجة فاطمة عبده أحمد الوالى «42 سنة» من بورسعيد لأنها كانت اعتذارا عن اقتطاع جزء من جسدها وإصابتها بالعجز نتيجة التشخيص الطبى الخاطئ الذى أدى إلى بتر ثديها وشلل يدها اليمنى.
بداية المأساة كما ترويها فاطمة ربة المنزل وأم أربعة أولاد بمراحل التعليم المختلفة - بدأت حينما توجهت إلى بعض أخصائيى الجراحة نتيجة شعورها بآلام حادة ناتجة عن ورم مصحوب باحمرار فى الصدر الأيسر فى محاولة للعلاج على نفقة الدولة، فشلت فى الحصول عليه ليتدخل أحد النواب ويتم عرضها على جراح وصف لها مضادا حيويا لمدة أسبوعين تحسنت على أثره.
وللاطمئنان توجهت فاطمة إلى أحد المعامل لتتأكد من مدى سلامتها بعد إجراء العملية وهنا كانت المفاجأة حيث أكدت النتائج أنها لا تعانى من سرطان الدم وإنما من أنيميا حادة فى الدم لتهرول إلى الجراح الذى قال لها: «أنا ماليش ذنب يا حاجة التحاليل هيه السبب».
توجهت فاطمة إلى القائم على معمل التحاليل واتهمته بالإهمال الذى تسبب فى بتر الثدى وعجز كامل باليد اليمنى بعد نزع 25 غدة من تحت الإبط نتيجة التشخيص الخاطئ، وما كان من الطبيب إلا أن قال «تعالى نتفاهم ياحاجة دى أول حالة يحصل كده ليها فى المعمل»!! فما كان أمامها إلا التقدم بشكوى إلى هانى الجبالى المحامى وعضو مركز مساواة لحقوق الإنسان، مدعمة أقوالها بالمستندات التى تؤكد صحة اتهامها للمعمل والأطباء قائلة: «حسبنا الله ونعم الوكيل».