أغمض عينيك لدقائق..افتح نافذة للروح بقدر ما تستطيع..املأ صدرك ومشاعرك بتلك الرائحة..زهور الربيع تتفتح..ضوء يلمع بين المشرق والمغرب..دفقات حب وبشائر حياة جديدة..أرجوك افعل.
انس القمح الفاسد ونهب قرارات العلاج على نفقة الدولة والمبيدات المسرطنة والأبنية التى ستنهار بعد أن سرقوا فى بنائها دم الغلابة والآثار المسروقة، والبطالة والمخدرات والعرى والإباحية على الفضائيات والكذب والخداع فى كل مكان، انس من ظلمك وقهرك، من سرق قوتك وقوت أولادك، انس التوريث والبرادعى والعشوائيات.. فقط لدقائق..
تصور أنك فى عالم أفضل وأنك جزء من هذا العالم، جزء طاهر نقى، عهدك بالإسلام قريب، ورباطك به متين، تحب الله ورسوله بحق، تريد أن تتقرب بحق، تشعر بحقيقة ميلاد هذا الرجل العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الإنسانية، الذى ما كان شتاما ولا لعانا، استرجع كيف أقام العدل مقرونا بالرحمة فى أبدع صوره، مؤكدا أن ما أهَلَكَ الذين من قبلنا إنهم إذا سرق منهم الشريف تركوه، وإذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد..
استمع إليه يؤكد أن المؤمن لايكذب، وأنه لاشفاعة فى حدود الله، وأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الساعة آتية لاريب فيها، وأننا خير أمة أخرجت للناس إذا ما أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، وأن أكرمنا عند الله أتقانا، وأنه ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وأن أحدنا لا يؤمن حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن الزكاة ركن من أركان الإسلام.
تذكر أنه لو أخرج المسلمون فى شتى بقاع الأرض كامل زكاتهم لفقرائهم فلن يبيت على الأرض مسلم جائع..فقط لدقائق.. انظر فى أعماقك واكتشف إيمانك، وقدرتك على أن تنهل من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتحقق بإسلامك، تعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ولآخرتك كأنك تموت غدا.. والآن افتح عينيك..لن يصدمك الواقع بكل قسوته ،فأنت قادر على أن تفعل شيئا، تعلم أن الحياة مازالت مملوءة بدواعى الألم وربما بالكثير من السواد، لكنك على الأقل ستبدأ بنفسك، لن تكون بداخلك كل تلك المرارة، ستشحن نفسك بكل هذا الحب، بكل هذا اليقين، لابأس، قلها مرارا، نحن القابضون على الجمر، لا نملك فى ذكرى الحبيب المصطفى إلا أن نجدد البيعة، وأن نسير على هديه، وأن نفعل تماما كما قال لعبد الله بن عمرو عندما سأله أن يقل له قولا فى الإسلام لا يسأل عنه أحدا غيره، فقال له المصطفى "قل آمنت بالله ثم استقم"، نعم، فلنعطه عهدا صادقا، عهدا من القلب الذى اغتسل توا، سنكتشف أن تلك الدقائق القليلة أخذتنا إلى ما هو أكثر، فتحت أبوابا للنور والأمل، فلنفعلها، ولنستقم وكفى بالله شهيدا ووكيلا، كفى به مولى ونصيرا، ولنعلم أنها أجمل وأصعب هدية يمكن أن نقدمها للحبيب صلى الله عليه وسلم فى عيد مولده.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة