جمال الشناوى

الشادور فى الملاعب

الجمعة، 26 فبراير 2010 02:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا لست من أنصار استخدام الدين وسيلة للسيطرة على الآخر.. وأخشى على مصر من انتشار الفوضى الدينية.. التى تلاحقنا أينما ذهبنا.. فى وسائل النقل العام والخاص.. حتى إن كثيرا من سيارات التاكسى يدوى داخلها أصوات الخطباء المتشنجين..

نحن فى مصر من أكثر شعوب العالم تدينا.. لكن فى المظهر فقط.. تجد أصحاب الذقون الطويلة خصوصا من التجار يقسم كذبا... حتى يقنع الزبون الذى يكون فى الأساس قد سقط خديعة المظهر.. وكثيرا ما شاهدت بأم عينى حالات نصب كثيرة.. تحت جنح اللحى والنقاب.. لست ضد حرية من يطلقون لحاهم أو يتدثرون بالنقاب أو الحجاب.. فهم أحرار فيما يرتدون.. ولكن النقاب أو اللحية.. لا يجب أن تكون صكا بالطهارة والنقاء.. ولا يمكن أن يكون مجرد إطلاق اللحية، مبررا لتفضيل إنسان على آخر.. فالمظاهر الدينية لاتعنى فى المطلق حسن الخلق وانتشار الفضيلة.. بل فى كثير من الأحيان باتت المظاهر الدينية مؤشرا خطرا على انتشار الفوضى الأخلاقية، وسيادة لغة النفاق.. والدليل ما يحدث فى إيران على مدى 31 عاما من ولاية الفقيه.. فالمجتمع الإيرانى من الداخل على وشك الانفجار.. وتنتشر فى داخله عادات غربية.. وكلها تمر من تحت ذقن الفقيه..

لكن يبقى السؤال لماذا أبدأ بكلام بات معروفا ومفهوما فى أوساط أصحاب الرأى.. أقول هذا بعد مشاهدتى لبعض مباريات كرة اليد فى البطولة الأفريقية.. مرة واحدة شاهدت مباراة لمنتخب مصر.. مظهر المننتخب المصرى لفت انتباهى.. كل الفريق من المحجبات.. ويرتدين ملابس كاملة.. ويربطن رؤوسهن بالحجاب.. وليس لى اعتراض أبدا على اللعب بالعباءات السعودية.. أو حتى الشادور الإيرانى.

المشهد أصابنى بالفزع.. كل الفريق يلعب تحت الحجاب.. إلى هذا الحد صار الالتزام بالمظهر فقط.. الهيمنة الدينية الظاهرية- وصلت إلى الملاعب.. والرياضة فى حد ذاتها تقرب من الأديان تدعو إلى السمو بالأخلاق ونشر السلام والمحبة.. فلماذا لم تلتزم لاعباتنا بتعاليم الرياضة وتمسكن بالمظهر الدينى.. والأخطر أن معلق المباراة قال إننا لم يكن لدينا فريق للسيدات أصلا.. وأن هذا الفريق تم إعداده على عجل ليلحق بالبطولة.

تخيلوا مصر التى كانت منارة العلم وإلى أرضها شد الأنبياء والفلاسفة والعلماء الرحال.. هل قتلت المظاهر الدينية الرياضة النسائية وكل فرص الإبداع فى مصر..
فريق آخر كان قريب الشبه بالمصريين ربما لأن الجزائر تعانى من نفس أمراض المجتمع المصرى.. الجهل يعلو على العلم.. أصوات الدعاة المتعصبين وأنصاف العلماء جعل حياتنا الدينية تشبه إلى حد بعيد موقف الميكروباص فى ميدان رمسيس.

المشهد مثير للخوف.. ولو اعتقد الدعاة المتشنجين أنهم قادرون على تغيير إرادة الله فهم واهمون.. فلو أراد الله لخلقنا شعوبا من الرهبان.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة