تبدأ أحداث الرواية بمها السويفى التى تعود من موسكو بعد إتمام دراستها هناك، مباشرة إلى «حوض الجاموس» تلك المنطقة العشوائية التى كانت تسمى «الزريبة» ثم أطلقوا عليها تأدباً «حوض الجاموس» وما إن تفتح النوافذ حتى تفاجأ بالناس «بلا بيوت افترشوا الأرض ورفعوا فوق رءوسهم أسقفا من القش يعيشون تحتها»، وتلتقى «مها» بأشخاص من هذا العالم الغريب فتفاجأ ببطة جارتها التى تضاجع الحمار ويستيقظ أهل حيها ليفاجأوا ببطة مقتولة بعد معاشرتها للحمار، وتؤكد إحدى نساء القرية لمها أنها عرضت على «بطة» الزواج من «العازب والأرمل» لكنها رفضت لأن الرجال طماعون.
وتمتلئ الرواية بعوالم خيالية وشخصيات سحرية مثل «على القزعة» الذى يتضاءل وينكمش، و«أبوإيد خضرا» الذى كان إذا لمست يداه شيئاً يتحول فوراً إلى اللون الأخضر، والحاجة كفاية التى حزنت على ابنها الذى مات غرقاً. وحرمت على أهالى الحى، طبخ وأكل الفتة بالثوم التى طلبها عويضة قبل غرقه، وإن حدث وطبخت إحداهن الوجبة المحرمة فإن الحاجة كفاية تشمها.. وتخبط على صدرها صارخة: يا قلب أمك!.فيتفتت جزء من جسدها ويغادره.
أما أحمد منصور فقد حطت على أذنيه حبتا مشمش كبرتا إلى حد أنه أخذ يداريهما سراً ويتوسل إليهما، ومع ارتباكه فى دخول حجرته بأذنيه هاتين الجديدتين، استغرق أياماً كثيرة فى الخلاء، أخرج فيها سحابات من الصراصير والبق من جحورها البعيدة ووجهها إلى بيت مها السويفى، دربها على المسير فى خطوط رأسية وأفقية ثم دائرية فى الهواء وكان يسمع على طنينها مقاطع من أحاديث مضت كلها بصوته.
وهناك أيضاً وردة التى قطعت زوجها أكثر من مائة قطعة وضعتها فى أكياس ووزعتها على حافة النيل ثم أخبرت المرشدين، فأتوا بالبوليس وذهبت مع رجاله تجمع أشلاء زوجها.
السبب المباشر الذى من أجله تقدم النائب حمدى حسين زهران، بطلب إحاطة لمصادرة الرواية هو احتواؤها على مشاهد جنسية قبيحة وعبارات نابية «من وجهة نظره» وفى تعليقه على الهجوم المثار على الرواية قال الناقد الدكتور حسين حمودة، القبح يمثل جزءاً من الواقع علينا ان نتطرق إليه ونبرزه ونحلله لنستفيد من أخطائنا ونجمل القبح الموجود فعلاً فى المجتمع، وتساءل حمودة قائلاً: «ماذا نطالب المبدع بتجاهل الكثير مما نراه ونسمع عنه ونقرؤه يومياًَ، من جرائم وخروج على الأعراف والتقاليد، وأضاف: الحكم على رواية «المصادفة» يجب أن ينطلق من اعتبارات فنية وليست أخلاقية، وتابع: «العلاقة غير السوية مع الحيوانات كثيرة فى الآداب الإنسانية العامة، ومثال على هذا رواية «المنتهى» لهالة البدرى، وقصة جبل الشاى الأخضر ليحيى الطاهر عبدالله، والمهم فى تعاملنا مع تلك المشاهد أن نقيمها من جوانب ومعايير فنية ولا ننظر للأدب على اعتبار أنه ضد الأخلاق.
لمعلوماتك...
◄2005 صدرت الرواية ضمن مشروع مكتبة الأسرة