نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية دراسة بقلم "الآن كويل"، قال فيها إنّ الوقت الراهن يعُجّ بحروبٍ سريةٍ امتدت داخل الأماكن المظلمة، حيثُ تشتعل تلك الحروبُ تدورُ رحاها بين الخلاص والبقاء.
فقد تمكنت وكالات الاستخبارات الأمريكية والباكستانية من اعتقال زعماء عسكريين لطالبان بالأماكن المخبأة فى باكستان، وقتل أحد رجال حركة حماس الفلسطينية بدبى.
كما أن جهاز الأمن البريطانى MI5 يعانى الويلات من مقاومة الحركة الإسلامية النضالية، ولا يزال الغموض يكتنف حادث مقتل رجُل حماس "محمود المبحوح"، منذ أن عكفت شرطة دبـى على التحقيق فى جريمةٍ يحملُ فاعلوها جوازات سفرٍ أوُروبيةٍ مزيفةٍ.. بعضهم مواطنون بريطانيون يعيشون فى إسرائيل.
ويبدو أن بعض القتلة يتنكرون فى ملابسَ رياضية مُرتدين قباعات البيسبول، رصدتهم كاميرات المراقبة، متربّصينَ بفريستهم، حاملين مضارب الكرة بأيديهم.
فى الوقت الذى لا يعلن فيه جهاز الاستخبارات الإسرائيلى " الموساد" الذى دائماً ما يتغنّى بعملياته الجريئة، عن دور ٍ له فى هذه التراجيديا.
ويصف "عمير أوين" الكاتب بجريدة هاارتس الإسرائيلية، إنّ ما اقترفه الجناةُ من عمل أصبح مشوباً بالعديد من علامات الاستفهام.
أشار الكاتب إلى أن التاريخُ يحفلُ بالعديد من الجواسيس الذين طافوا المعمورة، وما فتأت وكالات الاستخبارات تقفوا أثرَهم وتستوقفهم أو تعيدهم أدراجَهم كعملاء مرتزقة.
وقامت وكالات الإستخبارات باقتحام سلسلةٍ من الأحداث إبان الحرب الباردة بغرض المحافظة على الأجيال اللاحقة.
وكان لوكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية دور فى الانقلاب الذى شهدته إيــران والذى أطاح برئيس الوزراء "محمد مصادق" فى 1953.. ولا تزال الاستخبارات تلعبُ دوراً فى تفعيل صراع إيران مع الغرب.
وعلى الصعيد الأفريقى فقد كان لتأييد الغرب عامل فى دور الاستخبارات فى وصول "موبوتو سيسيسيكو" لسُدّةِ الحُكم فى "زائير" بعد عقودٍ طويلةٍ من الاستبداد والديكتاتورية.
وأوضح "الآن كويل" أن الفلسطينيين والإسرائيليين شهدوا عقوداً من مقاومةِ الاغتيالات، فقد أُصيبَ سفير إسرائيل لدى لندن "شلومو أرجوف" بجراح ٍ بالغةٍ عام 1982، وفى باريس من العام نفسه تم اغتيال الدبلوماسى الإسرائيلى "ياكوف بارسيمانتوف".
وأعلن المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "شاروف ياريف" لاحقاً على الملأ قيام الموساد بقتل ما لا يقلُ عن 15 من القيادات الفلسطينية فى أوروبا و لبنان، وذلك لحثِ المجموعات الفلسطينية لوقف الأنشطة العدائية تجاه الإسرائيليين واليهود بالخارج – على حد قول الكاتب -.
وتورط الموساد كذالك فى محاولة اغتيال "خالد مشعل" فى الأردن عام 1997 على غرار ما حدث للسيد "المبحوح" فى دبــى.
تلك الصور الباعثةُ على الكراهية الفلسطينية الإسرائلية تجعلُ من الصعوبة بمكان تحسين الأوضاع بين الجانبين فى الوقت الراهن.
وعلى صعيدٍ آخر فقد تغير وجه "الحروب السرية" فى أعقاب الحادى عشر من سبتمبر 2001، فأصبحت المجتمعات مع الجماعات المخربةِ فى تعاون مغاير... مما يعكس دورَ العلاقات المعقدة بين وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.
نيويورك تايمز: أسرار حروب الموساد على الأراضى العربية
الخميس، 25 فبراير 2010 10:30 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة