اعتبر ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى الحر وعضو مجلس الشورى، اتفاقية كامب ديفيد بمثابة ورقة التوت التى تستر عوار الخلل الاستراتيجى مع العدو "إسرائيل"، وأنها كانت ثمناً كبيراً لعودة سيناء، وتساءل قناوى فى برنامج "مانشيت" مساء أمس، الأربعاء، الذى يقدمه جابر القرموطى على قناة "أون تى فى" عن عدم إنشاء مدينة مليونية فى رفح بدلاً من بور فؤاد تعتبر بمثابة درع بشرى لحماية سيناء، مشيراً إلى أن ذلك حل لمشكلة الانفاق وبديل لإنشاء الجدار الفولاذى، ورأى أن هناك ضغوطاً ضخمة تمنع تعمير سيناء لا يشترط أن تكون مكتوبة, مؤكداً أنه سأل الرئيس مبارك عن سبب عدم تعمير سيناء بدلاً من استنزاف موارد الدولة على توشكى التى استفاد منها الأثرياء والأمراء العرب ولم يتلقَ رداً على سؤاله.
ورأى قناوى أن لقاء النخبة السياسية الثلاثاء مع الدكتور محمد البرادعى هى ليلة ستدخل التاريخ المعاصر لما سيترتب عليها من تطورات، وبدا قناوى متفائلاً بالتغيير فى الفترة القادمة، خاصة أنه عاصر أحداثاً كثيرة منذ ثورة يوليو إلى الآن, ويرى أن إرهاصات التغيير الحالية تتشابة مع مثيلتها قبل ثورة 52 من عدم استقرار الأوضاع فى بعض المجالات ولكنه لا يتمنى تدخل الجيش أو حدوث "انقلاب"، كما حدث فى العام 52 عندما اتى الضباط الأحرار وقطفوا ثمرة الحراك السياسى الذى كان يهدف للتغيير وقاموا بعمل عسكرى أخذ الشرعية بعد ذلك وتحولت إلى مشروع ثورى له عدة أهداف كان آخرها إقامة حياة ديمقراطية، وهو ما لم يحدث، ويرى أننا ضحايا إسقاط الحياة الدستورية فى مصر بعد الثورة بناء على نصيحة من السنهورى باشا وآخرين للضباط الأحرار بعدم عودة الحياة النيابية خوفاً من عودة الوفد، وقال "لو أن عبد الناصر بعد خطبته الشهيرة فى الأزهر أثناء العدوان الثلاثى على مصر أسس حزباً سياسياًَ لكان أكبر ضمانة للثورة"، واعتبر قناوى إن عبد الناصر مات مسموماً بالخيانات التى كانت تحيط به ومات فقيراً هو والسادات، واعتبر أنهما كانا يتمتعان بكاريزما نحتاجها اليوم فى المؤسسات الديمقراطية وليس الأشخاص.
وسخر قناوى من فكرة الأحزاب الموجودة فى مصر ووصفها بأنها بوتيكات بعد نجاح الدولة بالانفراد بالحكم وتصفية الأحزاب، وموت الرموز التاريخية التى كانت ترأس بعضها واستقواء الإخوان بالشارع، وتمنى قناوى انعكاس انتصارات المنتخب القومى على الحياة السياسية وتكون الأحزاب مثل اللاعبين ويكون الرئيس مبارك كابتن الفريق أو الحكم أمام الخارج وأن يكون هناك تنافس لصالح البلد فيما بيننا فى الداخل.
وتوقع قناوى حدوث تغيير حتمى من الآن وحتى يوليو 2012 باكتمال 60 عاماً على ثورة 1952 لأن حكم الفرد القائم منذ 30 عاماً لم يحرز أى تقدم، ولم تعمر سيناء وهناك تدنى على كل المستويات، ولو أن هناك نجاحاً على أى مستوى مع هذا النظام لتحملنا، وإذا لم يحدث نجاح وأنكر النظام الحالى الحقائق فسيحدث الانفجار لا محالة، وأكد أن البرادعى ورفاقه لا يهدفون إلى انقلاب ولا ثورة ولكن الأمل فى الشعب، معتبراً أن مصر قبل البرادعى لن تكون هى نفسها بعده وهو- البرادعى - لا ينظر إلى منصب الرئيس, ولكن إلى الضغط والعمل السلمى من أجل الإصلاح، وأكد أن الجمعية أو الجبهة التى تأسست برئاسة البرادعى وحدت كل الحركات الوطنية تحتها، معتبراً أنها نواة للتغيير, ولا تحكمها مدة معينة, لكن أول أهدافها تغيير الدستور وخوض انتخابات الرئاسة القادمة, والوصول إلى قاع المجتمع وإقناعه بالتغيير, وأكد أن هناك توجهاً لعدم إنهاك البرادعى أو حرقه سياسياً فى معارك جانبية مثل الاحتجاجات الشعبية والاعتصامات.
ونفى قناوى بشدة الخلاف داخل الحزب الدستورى الحر الذى يرأسه، مشيراً إلى أن ما نشرته صحيفة روزاليوسف أمس، الأربعاء، فى هذا الشأن تلفيقات لا أساس لها على الإطلاق، وكلها تصب فى خانة استغلال ممدوح رمزى عضو الحزب لضرب الاستقرار، ونفى الخلافات التى نشرت عن الحزب الدستورى بعد لقائه البرادعى, وأكد أنه لو أراد الترشح عن الحزب أى البرادعى لفعلنا ولكنه اختار الترشح كمستقل, ومشكلة ممدوح رمزى أننا أعطيناه فرص كثيرة ولم يستغلها، وأراد الترشح عن الحزب الدستورى هو ومحمد العمدة, ولكننا لن نرضى الجميع، وسنعطى رمزى فرصة أخيرة وإلا ليترك الحزب نهائياً.
خلال برنامج "مانشيت"..
ممدوح قناوى: لقاء النخبة السياسية مع البرادعى ليلة تاريخية
الخميس، 25 فبراير 2010 01:34 م