على عكس ما يجرى فى الأسواق المالية مع الإعلان عن أى صفقة كبيرة من ناحية تأثير العامل النفسى على المستثمرين، فينخفض المؤشر أو يزداد اخضرارًا، فإن المؤشر السعودى غاب نهائيًا عن أى تأثير للصفقة التى أعلنت بين شركة روتانا المملوكة للأمير وليد بن طلال وشركة نيوز كورب المملوكة لإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ والتى بلغت قيمتها 70 مليون دولار، والتى استمرت مفاوضاتها أكثر من سنتين وسط اهتمام إعلامى عالمى غير مسبوق.
أجمع بعض المحللين السعوديين فى حديثهم لليوم السابع على عدم تأثر الأسواق المالية خصوصا المحلل المالى وعضو لجنة الأوراق المالية بالغرفة التجارية بجدة تركى فدعق الذى نفى تمامًا أى تأثير بسبب عدم ارتباط روتانا بشكل مباشر بالسوق وعلى المستثمرين، على رغم أن نسبة التملك لمجموعة مردوخ بلغت الـ 9.09% وهى قابلة للزيادة مع الوقت لتبلغ 18.18%.
أما المحلل عبد الحميد العمرى فقال لليوم السابع إن التأثير النفسى غاب تمامًا لاعتبارات عدة أهمها أن المجتمع الاستثمارى السعودى رفض عند طرح أسهم مجموعة المملكة القابضة أن تتضمن شركة روتانا بقنواتها الفضائية التى تقدم الأغانى والفيديو الكليب التى تعتبر معاكسة للتوجه الثقافى العام للملكة، وخير دليل على هذا الكلام الإقبال الشديد على الاكتتاب من قبل السعوديين على محفظة المملكة القابضة بعد استبعاد فضائيات روتانا عن استثمارات الوليد السعودية.
وبالفعل فقد أقفل السوق السعودى يوم الأربعاء على انخفاض طفيف بلغ 6.15 نقطة بمعدل 0.1% فقط، واحتلت محفظة المملكة المملوكة للأمير الوليد المرتبة الثالثة بين المحافظ الحمراء بانخفاض 1.74%، محتلة بالوقت نفسه مرتبة متقدمة بين المحافظ الأكثر نشاطًا بحجم 5,926,748 سهم، مما يدل بشكل واضح أن التعاملات جرت بشكل طبيعى جداً بعيدا عن أى ضغوط سعريه أو نفسية.
ويذكر أن الأمير وليد بن طلال أعلن خلال مؤتمره الصحفى الذى عقده فى برج المملكة بوسط العاصمة السعودية الرياض عن شراء شركة نيوز كورب لحصة تبلغ 9.09% من شركة روتانا، حيث تتضمن بنود الاتفاقية قيام "نيوز كورب" شراء أسهم حديثة الإصدار لروتانا بقيمة 70 مليون دولار، مع احتفاظ نيوز كورب بالحق فى زيادة نسبتها إلى 18.18% خلال فترة الـ18 شهراً التالية بعد اكتمال الصفقة، معتبرًا أن الصفقة تمثل نقلة نوعية للإعلام العربى ككل وليس لروتانا فقط، مؤكدًا على قوة روتانا ومعتبرًا أن التحالف الجديد سيزيد من قوة روتانا مستقبليا.
ويتوقع بعض المراقبين أن الصفقة بحد ذاتها كانت تمثل تحديا للأمير الوليد بسبب التعاكس السياسى بين جمهور روتانا العربى والتوجه العام للوسائل الإعلامية التى يمتلكها مردوخ خصوصا "فوكس نيوز" و"وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست" الأمريكيتين بالإضافة إلى "التايمز" و"سكاى" و"ذى صن" فى المملكة المتحدة، وهنا تكمن المفارقة التى رافقت الصفقة، واعتبروه سلاحا ذا حدين، فمن جهة سينعش السوق الإعلانى الفضائى، ومن جهة أخرى سيحجم بعض المعلنين عن روتانا بسبب الصفقة التى ربطتها مع نيوز كورب.
صفقة روتانا – مردوخ لم تؤثر على المؤشر السعودى
الخميس، 25 فبراير 2010 08:33 م
الملياردير السعودى الوليد بن طلال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة