ما زالت أنباء ترشح محمد البرادعى للرئاسة تلقى اهتمام الصحف العالمية اليوم، الخميس، ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً للأسوشيتيد برس يتحدث عن مدى تعطش الشعب المصرى للتغيير والمتمثل فى شخص رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، والحائز على جائزة نوبل للسلام، البرادعى، وقالت إنه ظهر كقوة للتغيير فى بلاده بعدما أعلن عن نيته للترشح للرئاسة، وتشكيل ائتلاف يرمى إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى دولة حكمها رئيس واحد لقرابة الثلاثين عاماً.
وأشار التقرير إلى أن أنصار ومؤيدى البرادعى اعتبروه أكثر زعماء المعارضة مصداقية فى مصر، تلك الدولة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية، لخوض انتخابات 2011، على الرغم من القيود التى تجعل من ترشح المستقلين للرئاسة أمراً مستبعداً إن لم يكن مستحيلاً مما يعنى أن احتمالات ترشح البرادعى تبقى ضعيفة ما لم يعدل الدستور.
وأضاف التقرير، أن البرادعى استخدم الشعبية التى صاحبت زيارته لدفع عملية الإصلاح الديمقراطى قدماً ولتصعيد الضغط على النظام الذى انتقده ووصفه بالـ"تالف".
وأكدت الصحيفة، أن ما يقرب من 30 سياسياً وناشطاً مصرياً وافقوا على تشكيل ائتلاف للتغيير السياسى بقيادة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأشارت واشنطن بوست إلى لقاء البرادعى مع عدد من قيادات الأحزاب والحركات الاحتجاجية بإطلاق حملة لتغيير الدستور قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام الجارى والانتخابات الرئاسية فى العام المقبل.
ونقلت عن عدد من المشاركين فى المحادثات قولهم، إنه تمت الموافقة على تشكيل "الائتلاف الوطنى للتغيير" برئاسة البرادعى البالغ من العمر 67 عاماً، وقالت الصحيفة إن عودة البرادعى يوم الجمعة الماضى تمثل نقطة اتصال جديدة لحشد التأييد والدعم.
ومن جانبها، تساءلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى تقرير أعده مراسلاها فى القاهرة، جيفرى فليشمان وعمر حسن، تحت عنوان "البرادعى يخلق جبهة قومية من أجل التغيير" عما إذا كان البرادعى سيتمكن من ترشيح نفسه بالفعل للرئاسة فى انتخابات 2011 المقبلة، بعد أن أشعل الأمل فى قلوب المصريين وأقنعهم بإمكانية هبوب رياح التغيير.
وذهبت الصحيفة الأمريكية إلى أن البرادعى أبقى على ما يخطط له مستقلاً سراً، وليس واضحاً إذا كان يستخدم نفوذه الدولى لدفع عملية التغيير الاجتماعى والسياسى فى مصر قدماً، أم أنه يحاول كسب أرضية ضد الحزب الوطنى التابع للرئيس حسنى مبارك.
وكان الاحتمال الثانى ما أثار اهتمام المشتركين فى اجتماع يوم الثلاثاء الماضى، الذى جمع بين أبرز السياسيين والمفكرين فى مصر، أمثال حسن نافعة منسق اللجنة التحضيرية لحركة "مصريون ضد التوريث"، وأيمن نور، زعيم حزب الغد وجورج إسحاق، المنسق العام السابق لحركة كفاية، وعدد من النواب والكتاب، ولكن لم يقدم أى منهم إجابة شافية تؤكد انضمام البرادعى لسباق الرئاسة.
"هذا الاجتماع لم يكن هدفه مناقشة عما إذا كان البرادعى سيخوض الانتخابات المقبلة، ولا مناقشة كونه "المنقذ" أو "المخلص"، وإنما لمناقشة العمل الضرورى لتحقيق الإصلاح السياسى" فى مصر.
ورغم أن البرادعى اشترط تعديل الدستور لاشتراكه فى الجولة الانتخابية، استبعدت لوس أنجلوس تايمز حدوث ذلك، مشيرة إلى أن الحزب الوطنى أعاد كتابة الدستور فى الأعوام الأخيرة لتقويض فرص مرشحى المعارضة فى الترشح للرئاسة.
وخلصت الصحيفة فى نهاية التقرير إلى أن الكثير من المصريين رأوا أن البرادعى الرجل الذى يستطيع تحدى مبدأ التوريث.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
