تعرض حالياً قناة "فرانس 5" الفرنسية الحكومية، سلسلة أفلام وثائقية عن مسلمى فرنسا بداية من هجرتهم إلى فرنسا فى مطلع القرن الماضى ومروراًَ بمشاركتهم فى الحروب التى خاضتها فرنسا للدفاع عن ترابها الوطنى، وانتهاء بوضعهم الحالى كفرنسيين يمثلون إحدى دعائم المجتمع الفرنسى بنسبة لا تقل عن 15 فى المائة من الشعب الفرنسى البالغ قوامه أكثر من 63 مليون نسمة.
وتتوقف السلسلة الوثائقية، التى تذاع فى ثلاث حلقات، عند إسهامات مسلمى فرنسا فى الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) سواء فيما يتعلق بالتضحيات التى قدمها المسلمون للجيش الفرنسى فى هذه الحرب، أو فى إدارة عجلة الإنتاج فى المصانع الفرنسية فى وقت كانت فيه فرنسا فى حاجة ماسة للأيدى العاملة زهيدة الأجر، لمواجهة أعباء هذه الحرب المدمرة.
وترى السلسلة الوثائقية "المسلمون فى فرنسا.. قرن من الزمان"، أن بناء أول مسجد على الأراضى الفرنسية، وهو مسجد باريس الكبير فى عام 1920، كان بمثابة أول اعتراف رسمى فرنسى بالمسلمين كأحد مكونات المجتمع الفرنسى وأول تقدير للدور الذى قام به المسلمون فى خدمة فرنسا فى الحرب العالمية الأولى.
وقد كان بناء مسجد باريس الكبير، الذى شاركت مصر فى بنائه، بمثابة تشجيع للمسلمين من دول المغرب العربى "تونس والمغرب والجزائر" وبعض دول أفريقيا جنوب الصحراء، خاصة السنغال ومالى وغينيا والنيجر، على زيادة معدلات الهجرة من الدول الإسلامية إلى فرنسا.
وقد جاءت الحرب العالمية الثانية لتزيد من معدلات الهجرة من الدول الإسلامية إلى فرنسا ليساهم المسلمون من جديد فى تحرير فرنسا من الاحتلال الألمانى، ويوفرون للمرة الثانية أيدى عاملة لإدارة المصانع الفرنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة