الإنتاج السينمائى فيما مضى كان غزيراً وهادفاً بمعنى الكلمة، فالفيلم السينمائى الأبيض والأسود نشاهده كل مرة وكأننا نشاهده لأول مرة وواضح به مقدار الجهد المبذول من جميع العاملين فيه، أما حالياً فبالرغم من توفر كافة الإمكانيات من أجهزة حديثة واستوديوهات متكاملة، إلا أن الإنتاج السينمائى فى مصر حاله كحال التعليم والبحث العلمى ضعيف ويعانى من مشاكل عديدة.
يتضح ذلك فى إنتاج أفلام هابطة وغير هادفة باستثناء بعض الأفلام الكوميدية، التى وإن كانت غير هادفة، فهى ترويح للنفس من المشاكل التى يعانيها المواطنون وتسببت فى حالة الاكتئاب التى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، فالمنتج يخشى على أمواله إذا لم ينجح الفيلم فيلجأ إلى عدم الإنفاق على الفيلم بدءاً من اختيار الفنانين والمخرج وطاقم العمل الفنى مروراً باختيار أماكن التصوير وصولاً إلى التجهيزات اللازمة لإتمام العمل الفنى إضافة إلى عزوفه عن نجم الشباك، الذى كان يراهن عليه فيما مضى، وكذلك عزوف الشباب عن مشاهدة الأفلام بالسينما فى ظل توفرها بأسرع ما يمكن على مواقع الإنترنت، فأصبحت الوسيلة الوحيدة لجذب المواطن للسينما هو إنتاج أفلام تحت شعار للكبار فقط مثل أحاسيس ورسائل البحر وغيرها، وكأن هذا الشعار هو فقط الذى استفادة الإنتاج السينمائى المصرى من أفلام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والذى كان يشهد رواجاً للأفلام التى تحمل هذا الشعار عبر السنوات الماضية، فأراد المنتجون المصريون تطبيق التجربة تحت نفس الشعار، لإكمال منظومة إفساد الشباب وأصبحت السيديهات والديفيديهات والتى كانت تباع فى الخفاء علناً على الأرصفة وفى قلب القاهرة ولها زبائنها من الشباب الذى يدفع المقابل.
هذا إضافة إلى الإباحة على الإنترنت أو القنوات الفضائية الإباحية، وليعلم هؤلاء أنه لا يمكن أن يتحقق تطور وتقدم ورقى على سواعد أمة أو أكتاف مجتمع ينقصه صفات الخلق والاستقامة فرفقاً بشبابنا فهم عماد المجتمع وبناة المستقبل.
