الناس جميعهم، عامتهم وخاصتهم يتساءلون علنا وجهرا إذا اجتمع بعضهم إلى بعض وإذا خلوا إلى أنفسهم، جميعهم يتساءلون وبعد!، وهذا السؤال يدل على أنهم ينتظرون ويترقبون ويتساءلون من القادم! من يكون! فإننا قد بلغنا آخر الطريق ونتهيأ لاستقبال طريق جديد والفترة الحالية هى مرحلة انتقال ومفترق الطرق..
وأنا معهم أتساءل من القادم، ولكنى أسبقهم وأقطع بتفكيرى شوطا أبعد من هذا، وأتساءل لا عن شخص القادم وإنما أتساءل عن مهمته ودوره وأحاول أن استشف والمح أعباء الحاكم القادم، أرى أن مهمته عظيمة وأن عبئه ثقيل بكل ما تحتويه الكلمة من معانى.
فعليه أولا أن يحطم سور مصر العظيم، وأقصد بهذا السور فكرة الزعامة الخالدة والشخص الذى لا يمكن أن يحل محله أو يشغل مكانه، ويملأ فراغه شخصا غيره يجب أن يمحو هذه الفكرة الشرقية العتيقة ويحطم هذا السور الذى يربطنا بشخص أو بفكرة أو بنظام معين، ونظل سنين طويلة ندور فى فلكه ونرى على نوره ونهتدى بهديه ويجب أن نساعده نحن كشعب على هذا التجديد، لأننى أؤمن بأنه لن يتمكن شخص من القيام بهذه المهمة إلا الرئيس نفسه، أو من هو فى مقام ورتبة الرئاسة، والمهمة الثانية هى إعادة الثقة المفتقدة بين الشعب والحكومة وإزالة ومحو تلك الخصومة المختلقة المفتعلة بين الحكام والمحكومين، يجب أن تتغير تلك النظرة من الجانبين حتى تصير الإرادة واحدة ما يريده الحاكم هو عين ما يريده المحكوم وما تسعى إليه الحكومة هو نفس ما يطالبها به الشعب.
المهمة الثالثة سيواجه الحاكم القادم نوعان من المعارضة أولها معارضة صادقة وهى من صميم طبيعة النظام الديمقراطى الذى نؤمن به، وتلك لا حيلة معها، وثانيها وهى المعارضة الكاذبة أو المعارضة من أجل المعارضة وأرى أنها داء له دواء أما سبب الداء فهو إما شعورها بأنها فئة مهمشة لم تحصل على حقوقها كما كانت تتخيلها وتتوقعها وأما معارضة تريد أن تركب الموجة على " حد تعبير بعضهم" فهى ترى أن الحالة العامة اليوم والموجة السارية بين الناس هى الشكوى والتذمر وعدم الرضا فهى ترى مكانها ومصلحتها فى ركوب الموجة ومن يدرى فقد تتقدم وتقود جموع المعارضين وتتولى أزمتها لتحقيق أغراضها ودوائهم أن يشغلهم الحاكم بالعمل ويلهيهم عن معارضته بأن يشغلهم بأنفسهم فيصرف جهودهم إلى الأعمال النافعة المثمرة، وسيرث نظاما اقتصاديا قائما يقوم على حراسته أصحاب المصالح والمنتفعون من ورائه، وأولئك هم عش الدبابير، فأرجوه أن يجعل شعاره مصر أولاً والمصريين قبل كل شىء وأعانه الله على ميراثه ونحن معه قلبا وقالبا إذا استقام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة