د.نيفين شكرى تكتب: العلاقة بين السياسة وقيادة السيارات!

الأربعاء، 24 فبراير 2010 09:59 م
د.نيفين شكرى تكتب: العلاقة بين السياسة وقيادة السيارات!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى علاقة وثيقة ومبسطة وتشرح باختصار العلاقة بين القائد والسيارة مثلما علاقة القائد بالسياسة والدولة والشعب، وعلى قدر المهارة فى القيادة تكون السلامة والوصول للأهداف المرجوة. افترضنا أن شخصا يقود سيارة متهالكة حالتها صعبة أوى هل هيقدر أن يقودها بسرعة؟ ولو ماشى فى طريق وعر وجبال وهضاب، وتحت أجواء مطر وبرق ورعد وداخل أدغال مليئة بالوحوش والمجرمين وقطاع الطرق، وفى الظلام الحالك فما المطلوب منه؟ أو المتوقع منه؟! الظلام لن يدوم وفى كل يوم لابد أنه هناك تعاقب للنور مع الظلام والنهار مع الليل، ودوام الحال من المحال فلو أن شبابا مراهقين رأوا قائد السيارة يقود ببطء ويمسك عجلة القيادة بكل قوة، ويثبت عينه على الطريق فإنهم سيقولون من وجهة نظرهم غير الناضجة أنه غير ماهر أو لماذا لا يزيد السرعة إلى آخرها أو لماذا لا يباهى باستعراض المهارات والأكروبات؟

أى قائد ماهر هو لم يختار سيارته، بل وضع عليها قائدا فلن يمكن أن يغيرها أو يستبدلها بسيارة اخرى وهى الشعب أو البلد أو مصير الأمة، فلا رئيس أمريكا يمكن أن يحكم مصر ولا العكس ممكن أيضًا. القائد تحكم على مهارته ليس فى إثارة صيحات الإعجاب من الفتية المراهقين، بل بالقيادة المتنوعة على حسب الظروف فهو هدأ السرعة عند المفارق وعند الدوران وشد الفرامل وقت الخطر وتفادى الصدامات بمهارة ثم لما زال الخطر زود السرعة، لكنه فى طريق مزدحم فلا يمكن أن يزيد السرعة لئلا يصطدم بالسيارات الأخرى، لكنه كلما واصل السير على طريق ممهد واسع يزيد السرعة، لكنه أيضًا لا يقود بتهور لإنه لو تهاون وقال إن هذه الفترة تمكننى من أن أدوس بنزين على الآخر لأصل أسرع ربما يكون الطريق زلقا فينقلب بالسيارة هو ومن معه، وربما يفاجأ بمستجدات وتطورات تخص الآخرين، لكنها قد تصدمه أو تطيح بسيارته فتحطم كل شىء، ولذلك قد يبدو فى نظر البعض أنه بطىء السير، لكن على جانبى الطريق سيارات مقلوبة بسبب رعونة سائقيها وتبرم من فيها وضغطهم عليه لزيادة السرعة واستجابته لهم.

ليس القائد فقط هو ما يحدد مصير السيارة والركاب فلكى يصلوا لكل المحطات التى يريدونها وبأمان كامل ودون أن يتحطم أى جزء فى السيارة، ودون مقتل أى شخص فيها يجب أيضًا أن يقوم من بالسيارة بدورهم فلا يشوشرون على القائد ولا يضغطون عليه كل باقنراح شكل، فهذا يقول له اذهب يمينا والآخر يقول اذهب يسارا والآخر يقول توقف، وهذا يعبث بالفرامل وهذا يتلاعب فى عجلة القيادة وكأن الكل صار قائدا ولا يجوز أن يتصارع الركاب سويا، لأن القائد حتما لن يستطيع السيطرة على القيادة وقتها ويلزم أيضا أن يجلس كل راكب فى مكانه وحسب الحمولة، وليس أكثر من الحمولة فالسيارة التى تضج بالركاب ويجلس البعض فى شنطة السيارة والبعض فوق سقفها، ثم يتبرمون ويحقدون على الجالسين بداخلها بينما هم من أصروا على زيادة الحمولة.

الوقود هو الطاقة الإيجابية والحماس والإيمان والحب والإصرار والعزيمة والتفاؤل والنشاط وغيرها من الأشياء التى تعطى قوة دفع كبيرة ولا تضر الموتور أيضا، ولو قام شخص مغرض بتعبئة السيارة بوقود بخس الثمن أو ضار أو مخلوط بسموم سينتهى العمر الافتراضى للسيارة، مبكرا والوقود السام هو الإحباط والفرقة والفتن وإشاعة اليأس وما إلى ذلك، يبقى أن هناك إشارات مرور لم يخترعها سائق السيارة فالبعض يهوى القيادة على مزاجه بعيدا عن النظر للإرشادات العالمية على الطريق وهى القوانين الدولية والأعراف والدستور، وما إلى ذلك فهى الضمان للأمان فهنا احترس وهنا لف وهنا توقف وهنا ممنوع فهناك ممنوعات مثل التدخل فى شئون الآخرين ومثل الإرهاب، ولا تنسى أن تسال عن المكان الذى تريد الذهاب إليه وأفضل الطرق وأمنها وأقصرها لو أمكن، وطالما القائد قد حصل على رخصة القيادة من الدرجة الأولى، وأثبت مهارته فليجلس كل منا فى مكانه المخصص، وليترك القيادة لمن هو فى موقع القيادة.

لا يمكن أن نقارن سيارة موديل 70 أو 80 بسيارة حديثة لم تصنع إلا من عشر سنوات، ولا يمكن أن نقارن سيارة تكلفتها ملايين وأخرى طاقتها آلاف، ولا يمكن مقارنة سرعة سيارة 2200 س س مع أخرى سعتها 900 س س فقط، أى إنه لا يجوز المقارنة أيضًا بين سيارة حمولتها شخصين وأخرى حمولتها عشرة أشخاص.

ما أسهل أن يستعرض قائد مهاراته ويقول للركاب سنصل خلال ساعة واحدة بدلا من ساعتين، وفى سبيل ذلك سيكسر الإشارات وسينال عقوبات، وربما يصطدم بسيارة معاكسة تدمره، وربما ينزلق إلى وادٍ سحيق لا يخرج منه، ولن يدفع الثمن وحده، بل السيارة بكل من فيها.

والمثل يقول: إن أردت أن تصل على عجل فقد على مهل!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة