د.إبراهيم عبد العليم يكتب.. البرادعى بطلا لسيرة شعبية جديدة

الأربعاء، 24 فبراير 2010 08:47 م
د.إبراهيم عبد العليم يكتب.. البرادعى بطلا لسيرة شعبية جديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ آخر عصور السيرة الشعبية فى مصر مرورا بسيرة على الزيبق الظاهر بيبرس، لم نر من يقف أمام الدولة معلنا التغيير حتى يتبنى نظيره البطل المخلص فى شكله الكامل وتهب الناس وراءه وفى هذه المرة مع ظهور الدكتور البر ادعى يستقبل استقبال الفاتحين ليس بالفوانيس على أبواب المدينة ولكن فى مطار القاهرة، حيث الهتافات المعلنة عن التغيير.

وقد تسرد الحكايات الشعبية عن بطولات وصولات البرادعى الذى بات مصرا على التغيير فى مصر وكلنا وراءه مهللين وسعداء وراء قيمة كبيرة فى حجم البرادعى ليس لحساب نظام على نظام ولكن حبا فى التغيير وكأنه أمسك عصا سحرية لينقلب الوضع رأسا على عقب.
فهل تتركه الحكومة المبجلة التى تصدعنا ليل مساء الديمقراطية والحرية يركب جواد ويتنقل، حيث شاء فى أرجاء مدينتهم وهل الطريق سيفرش بالزهور أمام هذا البطل المخلص ليتسلم مفتاح المدينة.

إن أبطال السير الشعبية جميعهم لم يكونوا أبطالا إلا بالتغيير الذى كبدهم الكثير ولم يكن الشاعر الذى يمسك ربابته ليحكى موظفا خياله عن البطل إلا نتيجة إجلال لأعمال البطل الذى عانى وناضل كثيرا وأكتوى بنار الهزائم حتى صار فى النهاية بطلا شعبيا نسجت حوله الشعر والقصص البطولية.

وقد جاء البرادعى ليعود بنا إلى هذا العصر إلى عصر البطولات والسير فى شكل حضارى حتى إذا اندثر شاعر الربابة ليحكى مآثر البطل ويجهزه حتى ظهر ما ينوب عنه فى شكل الصحف والمقالات والحوارات التوك شو التى تحتفى مع الشعب المصرى بصورة المختلفة.

ونخشى ونتوقع أن الفرحة لم تتم فإذا البرادعى قادما فاتحا ذراعيه للحوار والتغيير فإن الجانب الآخر الذى لا يميل إلى هذا التغيير لم يألوا جهدا لدحض كل ما هو جديد رغم أنهم ينادون بالتغيير فى مؤتمراتهم السنوية ولكن التغيير الذى يتم من جانبهم هم لصالحهم فقط.
إنها نقطة تحول حقيقة فى تاريخ مصر الحديث وتغيير نظامها العسكرى إلى نظام مدنى بعدما سيطر العسكر على كل منشأة مدنية حتى الأبنية التعليمية فرؤساؤها مدنيون.

إن الناس تشتاق لبصيص تغيير يحدث للتنفس الصعداء. وأن خطوة قدوم البرادعى وتحديه للحكومة والنظام قد ثلج قلوب المصريين وغمرة فرحة من ناحية وملأها رعبا وخوفا من ناحية أخرى ليس على شخص البرادعى وحده وإنما على الفكرة فى حد ذاتها. الخوف كل الخوف أن تموت الفكرة ويعود الناس بخفى حنين.

إن حرافيش المدينة قد ينقسمون إذا لمسوا من البطل قوى فمنهم من يهرع ليفلت بجلده ومنهم من يقف صامدا على أعمدة المدينة حتى آخر نفس وفى كل الأحوال يحدث اضطرابا نفسيا ظهرت ملحة على الساحة السياسية. وقد تضطر قوى أخرى لإمساك العصا من النصف فتظهر لاستقطاب البطل للدخول فى زمرة الحكومة والحزب الحاكم بنظرية فى الوش مرايا وفى القفا سلاية هكذا هى السياسة.

لكن البسطاء من الناس التى فرحت بالبرادعى لا تعرف الدهاء ولا المكر السياسى وإنما تعرف معاناتها وأزمتها وأنها ربما ترى نورا يحلق فى سماء مصر للتغيير سواء أكان البرادعى أم غيره، ولكن يحسب له أنه قائد التغيير والبطل المخلص الذى ستنشد له السير الشعبية وتعزف لبطولته أعذب الألحان.

والخوف كل الخوف أن يدبر للبطل المكائد والتشويهات لتغيير ملامحه أمام الناس وترجع ريمة لعاداتها القديمة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة