محمد حمدى

حرب الصور بين جمال مبارك والبرادعى

الأربعاء، 24 فبراير 2010 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست واثقاً من نفى جمال مبارك المتكرر أنه يسعى لرئاسة الجمهورية، ولا ضير عليه إن هو اختار الترشيح فى الانتخابات القادمة أو غيرها، فقضية كونه ابن الرئيس لا تسلبه حقوقه الدستورية كأى مواطن عادى، وهو أيضاًَ اختار الطريق الطبيعى للعمل السياسى بالتدرج داخل الحزب الوطنى الحاكم حتى أصبح الرجل الرابع فيه بعد رئيس الحزب حسنى مبارك والأمين العام صفوت الشريف وأمينين مساعدين آخرين هما زكريا عزمى ومفيد شهاب.

أنا شخصياً لم أحدد موقفى من مسألة ترشيح مبارك الابن، لأنه حتى الآن لا يزال افتراضاً جدلياً، وحين يتحول الأمر إلى واقع يصبح لكل حادث حديث، تماماً مثل قضية ترشيح الدكتور محمد البرادعى للرئاسة، فهو حتى الآن لم يحسم أمره ولو بشكل علنى، حتى ولو كان يرغب فى الترشيح فى قرارة نفسه، وأقصى ما يطرحه هو حملة لتعديل الدستور تسمح لجميع المواطنين بالترشيح للرئاسة دون قيود المادة السادسة والسبعين.

ورغم أن كلاً من جمال مبارك ومحمد البرادعى لم يعلن رغبته فى الترشيح للرئاسة، لكن تحركاتهما، والصور التى تنقل عنهما توحى بأنهما يأخذان الأمر مأخذ الجدية، فالبرادعى عاد وسط حضور إعلامى كبير، وحرص الإعلام على تصويره وسط حشد من مؤيديه فى مطار القاهرة.

وهو نفس الأمر الذى تكرر بعدها بأيام فى الزيارة التى قام بها جمال مبارك للفيوم، وحظيت باهتمام إعلامى أيضاً، ونشرت صور له وسط الجماهير التى استقبلته بحفاوة بالغة، بشكل يشبه استقبال البرادعى.

ومن يتأمل الصورتين فى المنوفية ومطار القاهرة، يخرج بانطباع عن منافسة غير معلنة بين رجلين، حتى وإن لم يصرحا بها، لكن القراءة السياسية للمشهدين تؤدى إلى هذا الاستنتاج الذى لا تخطأه العين على الإطلاق.

صحيح أن المعركة الانتخابية للانتخابات الرئاسية لم تبدأ على الورق، لكن تبدو دائرة فى تحركات واستقبالات واجتماعات، ويبدو أن المناصرين يستعدون ويتأهبون لها، وحين تأتى ساعة الحقيقة يكون الرجلان مستعدين لها، لكن الفارق الوحيد بين جمال مبارك والبرادعى حتى الآن أن جمال مبارك خلفه حزب يسيطر على الأليات الدستورية اللازمة للترشيح للرئاسة، بينما البرادعى لا يزال يأمل ويعمل على تغيير تلك الآليات.

ومن المؤكد أنه حتى سبتمبر 2011 سنشهد إشكالاً أخرى من المنافسة قد تفوق بكثير حرب الصور التى لا تزال فى بداياتها، لأن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة