من أعظم عطايا الله لبلدنا الحبيبة نهر النيل. ذلك النهر الخالد الذى يمر من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال حاملاً معه الخير والنماء ومعطى الحياة للنبات والحيوان والإنسان.
وكلما مررت بجوار نهر النيل يصيبنى حزن شديد بسبب ما نفعله بهذا النهر العظيم، ففى كثير من الأماكن تجد بعض السيدات وقد جلسن على الشاطئ وأمامهن أكوام من الغسيل يقمن بغسلها وإلقاء المياه بما فيها من مساحيق للغسيل ومنظفات فى النهر.
أو ترى سائقاً أحضر عربته بجوار الشاطئ لكى يغسلها بما فيها من أتربة ومخلفات وزيوت تاركاً كل ذلك يختلط بمياه النهر. أو ترى شخصا يقوم بإلقاء حيوان نافق داخل مياه النهر. وأكثر ما يحزننى هو قيام البعض من صبية الجزارين بغسل الحيوانات التى يتم ذبحها خارج السلخانة فى مياه النهر وإلقاء المخلفات داخل المياه وغيرها كثير من التصرفات التى نراها على طول مجرى النهر.
وأعتقد أن هذه التصرفات والسلوكيات تعود إلى الجهل الشديد وعدم الوعى؛ فلو أن كل واحد منا عرف أن ما يفعله بمياه النهر سيعود إليه مرة أخرى سواء فى مياه الشرب أو من خلال المنتجات الزراعية التى يستهلكها فى مأكله هو وجميع أفراد أسرته ربما سيتردد فى أن يفعل أى شىء من هذه التصرفات الخاطئة والضارة به وبالجميع. وأنا أعتقد أننا بحاجة إلى حملة توعية عن طريق التليفزيون نوضح فيها للناس خطورة ما يفعلون وننقل لهم بعض الصور من على شاطئ النيل للسلوكيات الخاطئة وكذلك ننقل لهم بعض الحالات المرضية من داخل المستشفيات والتى تعانى من أمراض التلوث مثل مرضى الفشل الكلوى أو المرضى الذين يعانون من مرض السرطان الذى ينتج كثير منه بسبب التلوث سواء كان تلوثا غذائيا أو ثلوثا كيميائيا.
ليتنا نعى جميعاً وندرك خطورة هذا الأمر ونحاول أن نتكاتف جميعاً لإنقاذ هذا النهر العظيم الذى هو مصدر حياتنا؛ كما أرجو من المسئولين بالوحدات المحلية وشرطة المسطحات المائية بعمل حملات وضبط المخالفين حتى يلتزم الجميع ونمتنع عن هذه التصرفات الخاطئة.
