"الرئيس جمال عبد الناصر كان الأستاذ الذى شق طريق مساعدة المقاومة ضد الاستعمار".
توقفت كثيرا أمام هذه الكلمات التى قالها الدكتور محمد سليم العوا الفقيه القانونى والمفكر البارز فى القضايا الإسلامية أمام محكمة أمن الدولة العليا دفاعا عن سامى شهاب المتهم فى قضية حزب الله.
مبعث توقفى أنها تأتى من رجل بوزن وقيمة الدكتور سليم العوا المعروف أنه ممن يختلفون كثيرا مع الزعيم الراحل، وأنه وعلى الرغم من استقلاليته الفكرية إلا أنه وبحسابات القرب والبعد من جماعة الإخوان المسلمين أو جمال عبد الناصر سيكون أقرب للإخوان، وتأسيسا على ذلك فإن ما يذكره العوا من إيجابيات فى حق جمال عبد الناصر يستحق التوقف والتأمل.
قال العوا كلاما كثيرا عن الخطوات التى فعلها جمال عبد الناصر لمساعدة حركات المقاومة العربية ضد الاستعمار، كما حدث مثلا مع الجزائر ضد الاستعمار الفرنسى، كما قال إنه إذا كان جمال عبد الناصر الأستاذ الذى شق طريق مساعدة المقاومة ضد الاستعمار فإن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى تلميذ يسير على درب عبد الناصر ويساعد المقاومة الفلسطينية فى غزة.
كلام العوا وهو رمز كبير فى الفكر الإسلامى تجلى حديث يرد الحق لصاحبه، كما أنه يفتح الحديث عن ضرورة تجديد الخطاب السياسى من الإسلاميين نحو جمال عبد الناصر وتجربته، ومنذ نحو ثلاثة أعوام تقريبا طرح الكاتب الكبير فهمى هويدى ضرورة أن تتصدى جماعة الإخوان المسلمين لتقييم جديد ومختلف لجمال عبد الناصر وتجربته، مشيرا وقتها إلى أنهما يتوحدان فى العداء لإسرائيل وأمريكا.
ويأتى كلام الدكتور العوا ليطرح ودون ترتيب ما طرحه هويدى قبل سنوات، وهو ما يعنى أنه ليس من الصحيح اختصار تجربة عبد الناصر فيما يتعلق بما حدث من اعتقالات للإخوان واليسار وفقط، والمؤكد أن هذا فعل لا يوافق عليه أحد كما أنه من الثغرات الأكيدة فى مجمل التجربة الناصرية، لكن فى المقابل هناك الكثير مما يحسب للتجربة ليس أقله ما أعلنه الدكتور سليم العوا أمام محكمة أمن الدولة العليا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة