فى الوقت الذى كانت فيه "فلسطين" تبكى الذكرى الـ16 لمذبحة الحرم الإبراهيمى أو مذبحة "جولدشتاين" عندما أطلق الطبيب اليهودى "باروخ جولدشتاين" النار على المصلين المسلمين فى المسجد الإبراهيمى أثناء أدائهم صلاة الفجر فى الـ25 من فبراير عام 1994 قتل 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه، كان رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" يستعد للإعلان عن ضم الحرم الإبراهيمى وقبر راحيل زوجة سيدنا يعقوب عليه السلام فى بيت لحم، على لائحة المواقع الأثرية التاريخية اليهودية تمهيداً لتهويد فلسطين بالكامل.
وقائمة الآثار الإسلامية التى تسعى إسرائيل لتهويدها فى فلسطين لا تقتصر على القدس والخليل وحدهما، إنما تتسع لتضم مجموعة كبيرة من الآثار الإسلامية فى باقى المدن الفلسطينية مثل عكا ويافا وحتى صحراء النقب.
وفى القدس تقبع منطقة الحرم القدسى الشريف، التى تضمّ أكثر من 35 هكتار وتضمّ كذلك الصخرة العظيمة، موقع صعود النبى إلى السماء فى ليلة الإسراء والمعراج، وعلى نفس الصخرة وقرب نهاية القرن السابع، أمر الخليفة عبد الملك بن مروان، ببناء مسجد فوق الصخرة نفسها وسمى مسجد قبة الصخرة وبعد إكمال قبة الصخرة، بدأ بتجديد المسجد الأقصى على الموقع الأصلى فى الطرف الجنوبى من الحرم، والمسجد الجديد يتسع لأكثر من 5.000 مصلى، وعرف وقتها بالمسجد الأقصى رغم أن الحرم القدسى كله يعتبر المسجد الأقصى، ومنذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948 بدأت محاولات التهويد التى لم تنتهِ حتى الآن، فتحول حائط البراق، وهو الحائط الغربى للمسجد الأقصى إلى حائط المبكى وهو وفق إدعاء اليهود هو كلّ ما تبقى من المعبد اليهودى القديم المسمى بهيكل سليمان الذى حطّمه الروم قبل 2000 سنة تقريبا.
رغم أن كلّ البحوث والحفريات الأثرية تأكد بأنّ هذا الحائط من الآثار الإسلامية، وهو لا يمت بصلة بشىء للمعبد اليهودى المزعوم أو حائط المبكى، بالإضافة إلى أعمال الحفر التى تجرى تحت المسجد الأقصى وحول الحرم المقدسى بالكامل من أجل البحث عن هيكل سليمان الذى يزعم اليهود وجوده تحت المسجد ومن ثم يحاولون البحث عنه، الأمر الذى يهدد المسجد الأقصى بالانهيار إذا ما هبت ريح عاتية أو سيول قوية.
أما مدينة عكا فتضم قائمة بالمساجد الأثرية الإسلامية، التى قد تكون مطمعاً لمخططات التهويد أيضاً، تضم المدينة القديمة المسورة من عكا مجموعة من المبانى الأثرية القيمة أبرزها جامع أحمد باشا الجزار، الذى شيد عام 1781م.
وهو أكبر جوامع فلسطين، وهو مربع فى تخطيطه مستوف بقبة كبيرة، وتقوم مأذنته فى وسط باحتة المحاطة من ثلاث جهات بأروقة مقببة، والسوق الأبيض الذى يقع إلى الشرق من جامع الجزار ويتألف من صفين من الدكاكين يعود بناؤه إلى فترة الوالى العثمانى سليمان باشا ما بين عامى 1804 و1818م، وحمام الباشا الذى بناه الجزار أيضاً إلى الغرب من جامعة، وهو الآن متحف، وخان العُمدان الذى بناه الجزار عام 1785م قرب الميناء لخدمة القوافل التجارية، ويعرف أحياناً بـ"خان الجزار"، ويحتوى على باحة داخلية كبيرة محاطة بالأعمدة وبنى فى مدخل هذا الخان عام 1900 "برج الساعة".
بالإضافة إلى خان الشواردة ويعود إلى أيام الفرنجة ولعل اسمه تحريف لكلمة "شيفالييه" Chevaliers (الفرسان) بالفرنسية ويقع بين باب البر والميناء، وهو عبارة عن مبنى كبير ذى أروقة تحيط بها باحة واسعة فيها سبل لسقى الماشية، وفى الزاوية الجنوبية لهذا الخان "برج السلطان".
وهو البرج الوحيد الباقى من أبراج عكّا التى كانت قائمة فى القرن الـ13م، والقلعة التى تقع فى شمال المدينة القديمة مقابل الجهة الشمالية لجامع الجزار، وجامع الرّمل ويقع فى ظاهر خان الشواردة الشمالى الغربى، بالإضافة إلى أسوار عكا الشهيرة وقبر البهاء، وجامع الرمل.
وفى مدينة "يافا" التى تهودت بالكامل وأصبحت جزءاً من مدينة "تل أبيب" عاصمة الدولة الصهيونية، فكانت تضم أيضاً عدداً لا بأس به من المساجد، فإلى جانب المسجد الكبير، كان هناك جامع الطابية، وجامع البحر، جامع حسن باشا، وجامع الشيخ رسلان، وجامع الدباغ، وجامع السكسك، والذى حولته إسرائيل إلى مصنع للبلاستيك، وجامع البركة، جامع حسن بك فى المنشية، وجامع أرشيد، وجامع العجمى، وجامع الجبلية، ومجموعة أخرى من المزارات الدينية مثل مزار طامينا، ومزار الوليين الشيخ إبراهيم العجمى، والشيخ مُراد.
موضوعات متعلقة
مستشار "الآثار": تراخى المغرب سبب ضياع آثار فلسطين
فضة: قرار نتانياهو بضم الحرم الإبراهيمى للتراث الإسرائيلى سياسى
علماء آثار: اليونيسكو متواطئة مع إسرائيل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة