قال الشاعر شعبان يوسف إن الثقافة الآن أصبحت مستهدفة من قبل الجماعات الاسلامية المتشددة، وإن الدولة تشجع الاخوان على مصادرة الأعمال الأدبية لأنها أصبحت ترتعب من أصحاب الأفكار الرجعية، مشيرا إلى أن الواقعة الأخيرة التى شهدتها الساحة الأدبية بمطالبة النائب الاخوانى "حمدى زهران" بمصادرة ومنع رواية لهو الأبالسة للكاتبة سهير المصادفة، لا تقل فى أهميتها عن واقعة التعدى على أقباط نجع حمادى.
وأضاف أن وزارة الثقافة دورها لا يقل عن دور الاخوان المسلمين فى مصادرة الإبداع وإنها لا تساند المثقفين، بل على العكس تسعى هى الأخرى لمصادرة العديد من الأعمال الأدبية، واستشهد فى ذلك برواية "المرث" للكاتب الجزائرى رشيد بو جدرة، والتى حققت أعلى المبيعات ونفد منها ما يقرب من 27 ألف نسخة فى الجزائر، وكان من المفترض أن تعيد هيئة قصور الثقافة إصدارها فى مصر بعد الحصول على موافقة وزارة الثقافة الجزائرية ولكنها سرعان ما اختفت ولم يعلم أحد شيئا عنها.
وأكد يوسف فى كلمته أن المتطرفين الذين يقمعوا حرية الرأى التعبير ويقفون حائلا دون تقدم المشهد الابداعى فى مصر، هم امتداد للدولة وسياستها، وأن الحكومة لديها علم بكل ما يحدث ولا تفعل شيئا لأنها تريد أن تشغل الناس عن القضايا الحياتية الأهم لصالح قضايا أخرى أقل أهمية كمصادرة "لهو الابالسة" واستقبال "البرادعى" بالمطار، وطالب يوسف المثقفين بضرورة اتخاذ موقف للتصدى لهذا التعدى الدائم وأصدار بيانا رسميا للتعبير عن موقفهم تجاه ما يحدث.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الاثنين، بورشة الزيتون والتى دارت حول قضية مصادرة الأعمال الأدبية وحضرها عدد من المثقفين والنقاد من بينهم " هويدا صالح، سهير المصادفة، الجميلى أحمد، أمينة زيدان، فاطمة ناعوت، عمر شهريار، أحمد فؤاد درويش، والمحامى محمد عبد الرحمن وهدى توفيق ".
ومن جانبها قالت الدكتورة سهير المصادفة: "ماحدث جعلنى أشعر بالإهانة مرتين، المرة الأولى لأننا فى القرن الـ 21 ورغم ذلك أصبحت حرية الرأى والتعبير تتراجع عن ذى قبل وأحاكم بنفس الطريقة التى حوكم بها الكاتب "فلوبير" فى مشارف القرن التاسع عشر عندما اتهم بالإساءة للمجتمع البرجوازى بفرنسا، والمرة الثانية عندما هاجمنى أرباع وأنصاف الموهوبين وشنوا حملة ضدى وهدفهم أولا وأخيرا النيل من نجاحى".
وأضافت: من الصعب أن نعطى صفة لهؤلاء المتطرفين الذين يريدون أن يعودوا بنا للعصر الجاهلى فلا هم متأسلمون، ولا سلفيون ولكن مجموعة من الرجعيين المثيرين للشفقة."
وقالت الكاتبة هويدا صالح "السلطة همشت المثقف منذ ما يقرب من 20 عاما، ولو كانت واعية لما يحدث حولها وما يتعرض له المثقفون، لكان من مصلحتها أن تعلى من مكانته ولا تغيبه ولكن للأسف حدث العكس واستقطبت معظم المثقفين واشترتهم بالمنح والعطاءات وهمشت القلة الباقية لصالح الفكر الظلامى الذى يريد أن يعود بنا للوراء، وطلب الإحاطة الذى تقدم به النائب الإخوانى لمصادرة رواية صدرت منذ ما يقرب من 3 سنوات لا يعنى إلا أننا جميعا مهددون بمصادرة أعمالنا فى أى وقت حتى وإن مر عليها خمسون عاما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة